info@suwar-magazine.org

الدفاع المدني في سوريا.. أبطال يعملون بلا حقوق أو امتيازات

الدفاع المدني في سوريا.. أبطال يعملون بلا حقوق أو امتيازات
Whatsapp
Facebook Share

 

الدفاع المدنيّ في إدلب ودرعا: صعوباتٌ ومحاولاتٌ لتطوير العمل

رنا خليل

 

تعمل فرق الدفاع المدنيّ في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة بمنهجيةٍ مختلفةٍ عن الفرق الأخرى وتقاليدها في دول الجوار والعالم، والتي يعمل أغلبها في ظروفٍ طبيعيةٍ ويستجيب للكارثة فور وقوعها. أما في سوريا فإن حالة فقدان الأمن هي الصفة الملازمة للعمل، وكثيراً ما تسقط قذائف النظام وبراميله أثناء قيام رجال الدفاع المدنيّ بانتشال جثث الضحايا، ليسقطوا هم أيضاً قتلى فوق جثث من ينقذونهم.

ومنذ انطلاقة عملهم تطوّروا من جهودٍ فرديةٍ تعاونيةٍ بين أهالي المدن والقرى في المناطق الثائرة ضدّ نظام الأسد، ليصبحوا مؤسّسةً لها تنظيمها الإداريّ والعمليّ، رغم قلّة الإمكانيات والأدوات.

بالتوازي مع ذلك يجهد العناصر في تطوير أنفسهم وابتكار أدواتٍ للتدريب، خصوصاً أن التدريبات التي تلقوها في تركيا تمحورت حول الكوارث البيئية والطبيعية في ظروف السلم وليس في حالٍ كحال سوريا، حيث يتواصل قصف قوّات النظام بشكلٍ يوميّ.

 

 

محاولاتٌ لتطوير الذات

 

نتيجة صعوبة الوصول إلى تركيا، وخصوصاً من ريف دمشق ودرعا، لجأ القائمون على هذه المؤسّسة إلى نقل التدريبات إلى داخل سوريا. كما قام الدفاع المدنيّ بحلب وإدلب بذات الخطوة مؤخراً، رغم سهولة السفر عليهم.

 

يقول أبو صلاح، أحد القائمين على هيئة الدفاع المدنيّ بدرعا، لمجلة "صوَر": "قمنا بنقل التدريبات إلى داخل سوريا، نتيجة صعوبة وصول المتدرّبين إلى تركيا بسبب عدم امتلاك العناصر لجوازات سفر، كما أن بعضهم لا يملك حتى الهوية الشخصية، لأن الكثير منهم من المنشقين عن النظام، إضافةً إلى صعوبة تأمين أماكن للنوم بسبب ارتفاع تكاليفها."

 

ويضيف: "نسعى إلى ضمّ المنشقّين عن النظام بسبب خبرتهم الواسعة في أعمال الإنقاذ، إضافةً إلى الاستفادة من خبراتهم في تدريب العناصر الجديدة."

ويتابع قائلاً: "انتقلت الفرق من العشوائية والفوضوية في العمل إلى التأهيل والتدريب والتنظيم والمؤسّساتية، إذ تقوم الإدارة بمتابعة وتقييم عمل العناصر بشكلٍ دائمٍ عن طريق كوادر مختصّةٍ، ويخضع أصحاب المستوى الضعيف لدوراتٍ إضافيةٍ للوصول بهم إلى أفضل الإمكانيات."

 

يقول أحد القائمين على التدريب بمحافظة إدلب: "أقمنا 20 دورةً تدريبيةً خلال عامٍ ونصف، ولا نزال نواجه صعوباتٍ في إكمال الدورات، نتيجة نقص التمويل وقلّة الأدوات."

ويضيف: "هذه الظروف لا تعني وقوفنا عاجزين، بل نحاول التأقلم مع الأدوات المتوافرة بين أيدينا، إذ نستعين بالأدوات الموجودة في المراكز المجاورة لنا لتدريب الفرق الجديدة."

 

 

في حين يتحدث حسام بدوي، من الدفاع المدنيّ بإدلب، قائلاً: "يحاول مدرّبو الداخل تقديم ما هو مناسبٌ للظروف التي نعمل بها. لا سيّما أن الدورات المعتادة تركّز على التدابير الضرورية لتجاوز الكوارث البيئية والطبيعية كالزلازل والحرائق، إلا أن الوضع استثنائيٌّ في سوريا. لذلك نحاول إسقاط بعض الفقرات من البرنامج التدريبيّ، ونقدّم تدريباتٍ حول التدابير اللازم اتّباعها خلال القصف المدفعيّ والجوّيّ وكيفية العمل في ظلّ المعارك العسكرية."

 

ويضيف: "يمكننا أن نقول اليوم إنّ الدفاع المدنيّ في إدلب، بعد مسيرةٍ طويلةٍ من التعب والجهد، وبعد عدّة دوراتٍ تدريبيةٍ على عدّة مراحل ومستوياتٍ؛ يستطيع العمل بكفاءةٍ عاليةٍ إن توفرت له الإمكانيات والأدوات، ودون الاعتماد على الخارج، معتمدين على ذاتنا في التدريب وبناء جسمٍ مؤسّساتيٍّ قويٍّ خاصٍّ بنا."

 

ويشرح بدوي لمجلة "صوَر": "نصل إلى كافة المدن والأرياف المحرّرة في المحافظة. ونتوزّع على 23 مركزاً هي: في منطقة جسر الشغور 4 مراكز، ومعرّة النعمان 4 مراكز، ومنطقة إدلب 4 مراكز، وكذلك في منطقة أريحا، وخمسةٌ في حارم، كما توجد ثلاثة مراكز في خان شيخون، بالإضافة إلى مركزي تدريبٍ وتأهيل."

 

ويشرح: "لا نختصّ بحالةٍ معينةٍ، فعملنا يشمل جميع الحالات الطارئة التي تعترض حياة المدنيين من قصفٍ وتدميرٍ للبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصّة. تسارع فرقنا باتجاه مناطق القصف لتعمل على انتشال الجثث ونقل الجرحى إضافةً إلى رفع الأنقاض، كما نساعد فرق الإسعاف في نقل المصابين، ونتدخّل في الحالات الأخرى، كحوادث السير داخل المدن والبلدات أو الطرق الرئيسية، وحوادث الكهرباء والحرائق الناجمة عنها."

 

ويضيف: "يشمل نشاطنا المخيّمات داخل الأراضي السورية، حيث نقوم بشقّ وتعبيد الشوارع. كما ساعدنا النازحين في أوقات العاصفة على تأمين المحروقات ووسائل التدفئة، إضافةً إلى إصلاح الخيام المتضرّرة جرّاء الشتاء القاسي الذي مرّ على سوريا، ونقل المتضرّرين إلى مناطق أكثر أمناً في قرى إدلب."

 

 

هيئة الدفاع المدنيّ بدرعا

 

تأسّست هيئة الدفاع المدنيّ بدرعا قبل نحو عامين، وتقدّم جميع أنواع الخدمات، من الإنقاذ والإسعاف وإصلاح شبكات المياه والكهرباء وجمع القمامة وإتلافها، كما تشرف على دفن الجثث بالتعاون مع الطبابة الشرعية.

 

يقول أحد العاملين فيها لمجلة "صوَر": "لا نميّز بين قتلى المعارك من الجيش الحرّ أو من قوّات النظام. نقوم بجمع الجثث ودفنها. غالباً ما ندفن جثث قوّات النظام في مقابر جماعيةٍ خاصّةٍ مع توثيقٍ كاملٍ بالاسم والصورة، من أجل المبادلة مستقبلاً مع جثثٍ لدى النظام."

 

ويضيف: "لا نميّز أبداً بين شهدائنا وقتلاهم، علينا احترام الإنسان في موته مهما كان موقفه السياسيّ، هكذا يقول ديننا وأخلاقنا التي تربينا عليها. في حين أنّ قوّات النظام تترك جثث قتلانا لتنهشها الكلاب الضالة".

 

وتنفرد درعا بتجربةٍ فريدةٍ تعتمد على تأهيل النساء ليصبحن قادراتٍ على العمل مع فرق الدفاع المدنيّ. إذ أقامت مجموعةٌ من النسوة، بالتعاون مع التحالف المدنيّ السوريّ (تماس)، ورشات عملٍ حول أهمية الدفاع المدنيّ ونشر ثقافته وضرورة مساندة المرأة للرجل فيه.

 

 

لا ضمان صحياً للدفاع المدنيّ

 

لا يوجد أيّ تأمينٍ صحيٍّ أو تأمينٍ على الحياة يشمل عاملي الدفاع المدني، رغم خطورة طبيعة عملهم. يقول أبو صلاح من درعا: "لا يوجد نظامٌ صحيٌّ أو أيّ نوعٍ آخر من الضمان يؤمّن حياة العاملين في مؤسستنا. فقدنا خلال عملنا عدداً من الزملاء، كما أصيب عددٌ آخر، ولم نستطع تأمين رواتب لهم في فترة النقاهة. كلّ ما استطعنا تقديمه هو العلاج المجانيّ في المشافي الميدانية والمشافي الأردنية، وبعض المساعدات الفردية والسلل الغذائية."

 

ويضيف: "أعددنا ملفّ مشروعٍ للدفاع المدنيّ سنقدّمه إلى المنظمات الداعمة، يتضمّن تأميناً صحياً على الأرواح، كما يؤمّن رواتب في حالة إصابة العاملين نتيجة عملهم".

 

***

(2)

بين غياب الرواتب والتعاون الأهليّ: الدفاع المدنيّ يواصل عمله في حلب

سامي الحلبي

 

تعدّ مؤسّسة الدفاع المدنيّ بحلب إحدى أهمّ المنجزات المدنية لنشطاء حلب وفصائلها العسكرية. بدأت عملها بأفرادٍ متطوّعين لإنقاذ ضحايا قصف قوّات النظام، وتطوّرت لتقدّم خدماتها في كافة مناحي الحياة.

 

يقول الممرّض طارق أبو الفحم لـ"صوَر": "تطوّرت المؤسسة بعيداً عن معارضة الخارج، وعن التجاذبات والمال السياسيّ الذي يريد أن يستميلها من أجل تحقيق أغراضٍ سياسيةٍ خاصّة."

 

ويضيف: "بدأنا العمل كمتطوّعين ثم تطوّرنا شيئاً فشيئاً. وتلقّت المؤسّسة بعض التبرّعات من المنظمات الأجنبية، وخصوصاً في مجال المعدّات والآليات الثقيلة وأجهزة الاتصال."

 

 

أعمالٌ متنوّعة

 

لا تقتصر أعمال الدفاع المدنيّ على إنقاذ المصابين ورفع أنقاض القصف، بل تشمل جميع مناحي الحياة. يقول أبو عصمت، أحد المتطوّعين مع الدفاع المدنيّ بريف حلب الغربيّ: "نساعد المدنيين في كلّ شيء؛ في حوادث السير نسارع إلى سحب السيارات والمصابين مع فرق الإسعاف، ونقدّم خدمات شقّ الطرق، ونساعد المدنيين في المخيمات، إضافةً إلى التعاون مع المجالس المحلية في تنفيذ مشاريعها."

 

ويضيف: "لا يقتصر نشاطنا على التصدّي لنتائج قصف قوّات النظام. منذ أيامٍ سارعت فرقنا إلى منطقة أطمة الحدودية مع تركيا لإطفاء الحرائق الناتجة عن قصف قوّات التحالف الدوليّ لمقرّات جبهة النصرة."

وينوّه: "نعمل بحياديةٍ كاملةٍ مع المدنيين والعسكريين. نقدّم خدماتنا للجميع بغضّ النظر عن الانتماء، لأن مهمّتنا إنسانيةٌ لجميع البشر."

 

 

حملاتٌ للتوعية ونشاطاتٌ لتخليد الذكرى

 

تقوم مجموعةٌ من نشطاء المدينة بدعم رجال الدفاع المدنيّ عن طريق نشر الثقافة التطوّعية وأهمية الدفاع المدنيّ وضرورة التعاون معه. ويتوجّه النشطاء إلى اليافعين لتوعيتهم بأهمية هذا الموضوع، كما يقومون بحملاتٍ دعائيةٍ لإعدادهم مستقبلاً لرفد المؤسّسة بالعناصر المؤهلة.

 

إلى جانب ذلك، يحاول الدفاع المدنيّ تخليد ذكرى عناصره الذين قتلوا أثناء قيامهم بواجبهم، عن طريق تنفيذ نشاطاتٍ رياضيةٍ كان آخرها إقامة مباراةٍ بكرة القدم بين ناشئي فريق الإنقاذ، حملت اسم "الشهيد حسان بلكش"، كنوعٍ من التكريم للجهود التي قدّمها. وقد تمّ توزيع المكافآت التشجيعية على اللاعبين، وتتويج الفريق بدرعٍ مقدّمٍ من الدفاع المدنيّ بحلب يحمل اسمه.

 

تقصيرٌ من الحكومة المؤقتة

 

يقول عبيدة عزواني، من منطقة دارة عزّة بريف حلب الغربيّ، لمجلة "صوَر": "منذ ظهور الدفاع المدنيّ بحلب وأنا أسمع أنّ الحكومة المؤقتة مقصّرةٌ في إرسال رواتب العاملين، هل هذه حكومةٌ أم ماذا؟ هل من المعقول أن راتب عنصر الدفاع المدنيّ 150 دولاراً، ورواتب موظّفي الحكومة بآلاف الدولارات، ولا تستطيع الحكومة تأمين الرواتب الشهرية؟."!

 

من جهته، يقول وزير الإدارة المحلية واللاجئين والإغاثة في الحكومة السورية المؤقتة، حسين البكري: "توقّف دفع الرواتب خلال الفترة الماضية بسبب ضائقةٍ ماديةٍ تمرّ بها الحكومة السورية المؤقتة، إلا أن الحكومة تقدّم الدعم عبر شركائها في المنظّمات الأخرى".

 

ويضيف: "نحن بصدد افتتاح مئة مركزٍ للدفاع المدنيّ في الداخل السوريّ، وتوظيف حوالي 1600 عنصرٍ لدى الوزارة".

 

 

جهودٌ مدنيةٌ للدعم

 

أنهى عددٌ من نشطاء المدينة، منذ أيامٍ، حملةً لجمع رواتب موظفي الدفاع المدنيّ، بعد توقفها منذ ثلاثة شهور.

يقول أحد المشاركين في الحملة لـ"صوَر": "بدأت الثورة بأعلامٍ وأقلامٍ كنا ندفع ثمنها من جيوبنا. لسنا بحاجةٍ إلى الحكومة والائتلاف. عمال الدفاع المدنيّ يخاطرون بأنفسهم، والحكومة المؤقتة تتقاعس عن دفع أجورهم. واجبنا دعمهم بكافة الطرق والوسائل. هذا أقلّ ما نقدّمه لهؤلاء الأبطال".

 

ويضيف: "كان طموحنا جمع 15 ألف دولارٍ، وبتكاتف ومحبة السوريين استطعنا جمع 42 ألف دولارٍ. أغلب المتبرّعين من الشباب وليسوا من التجّار ورجال الأعمال، رغم ضيق أحوالهم أصرّوا على الدفع ومساعدة الدفاع المدنيّ."

 

صعوباتٌ إنسانية

 

خلّفت حملات القصف بالبراميل المتفجّرة آلاف الضحايا من المدنيين ودماراً واسعاً في البنية التحتية والمنشآت العامة، وصل إلى حوالي 40% من بعض المناطق السكنية.

يقول أبو عصمت: "تمرّ علينا حالاتٌ إنسانيةٌ قاسيةٌ جداً، وخصوصاً أن أغلب العاملين هم متطوّعون من خارج المهنة، فالكثير منهم من طلاب الجامعات والمعلمين وأصحاب المهن الحرة، الذين هجروا مهنهم وتطوّعوا مع الدفاع المدنيّ."

 

ويضيف: "مع بداية حملة البراميل المتفجّرة في نهاية 2013 كنا نعايش الموت في كلّ لحظة. يبدأ القصف منذ السابعة صباحاً ويستمرّ حتى ساعاتٍ متأخّرةٍ من الليل. ترى وجوه أهالي المدينة تمتزج فيها جميع ألوان الطيف من الخوف والهلع."

 

 

ويضيف: "مررت بحالاتٍ قاسيةٍ أحسست فيها بالعجز وعدم القدرة على تقديم العون، أصعبها عندما سقطت قذيفة هاون في دارة عزة وأدّت إلى اندلاع النيران في محلٍّ لبيع البنزين. احترق أمام عينيّ 5 أشخاصٍ كان بالإمكان إنقاذهم، ولكن عدم توافر وسائل الاتصال مع سيارات الإطفاء حينها حالَ دون ذلك، إذ اضطررنا إلى إرسال سيارةٍ لإخبارهم، ولكن الوقت قد فات. احترقوا أمام عيني وأنا أنتظر وصول سيارات الإطفاء".

 

وعن الصعوبات التي تواجههم يقول: "اختلفت الصعوبات بحسب الوضع الذي نحن فيه، ففي البداية كانت تنحصر في تأمين سلة إغاثةٍ لكلّ عنصر دفاعٍ مدنيٍّ، وتطوّرت بعدها إلى تأمين رواتب ومعدّات. ومن التحدّيات الحقيقية التي واجهتنا في البداية تدخّل الكتائب العسكرية في عمل الدفاع المدنيّ، ومحاولة الاستيلاء على آلياته. وبعدها، مع منتصف كانون الأوّل من العام 2013، بدأت حملة البراميل الشرسة على حلب، لتنحصر التحدّيات في إيجاد طرقٍ للصمود في ظلّ نقصٍ في العناصر والمعدّات والآليات."

 

رجال الدفاع المدنيّ يطعمون القطط

 

في سابقةٍ هي الأولى من نوعها، كشفت قناة حلب اليوم أنّ عناصر الدفاع المدنيّ يعملون منذ شهورٍ على إطعام القطط الجائعة في المدينة، رغم ضيق الأحوال وقلّة الأجور، وخصوصاً في الأحياء التي هجرها سكانها، كقاضي عسكر ومساكن هنانو.

 

يقول أحد العاملين لـ"صوَر": "نأتي يومياً إلى مساكن هنانو ونطعم حوالي مئة هرّةٍ مما يتيسّر شراؤه على نفقتنا الخاصة."

ويضيف: "لا يقتصر عملنا على إنقاذ المدنيين، فالعمل الإنسانيّ لا يتجزأ. هذه الهرر أرواحٌ يجب إطعامها."

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard