info@suwar-magazine.org

الحل السياسي وأسئلة الجوع والحصارات ...

الحل السياسي وأسئلة الجوع والحصارات ...
Whatsapp
Facebook Share

 

*فريق صور

 

دخل الحديث عن معاناة المحاصرين ومآسيهم وجوعهم ضمن روتين الأخبار، فسوريا أضحت ممرّاً للسياسات والأجندات والمصالح في وقت انعدمت فيه ممرات إيصال الطعام وحليب الأطفال، وباتت أخبار الاقتيات على أوراق الشجر وبقايا البرغل والنخالة وربما لحوم القطط واردةً ومكررة في مناطق سورية عدة مع انتهاج النظام لسياسة (الجوع أو الركوع) دونما اكتراث بأرواح المدنيين وأوضاعهم. ويبدو أن القوات المعارضة أو المحسوبة عليها تتبع نفس الأسلوب في حصاراتها لمناطق عديدة، إذ أن المدنيين يدفعون ضريبة النزاعات المسلحة، وهذا متمثل بقوة وضراوة ضمن المشهد السوري، بينما تحيلنا تفاصيل الوضع الإنساني الكارثي إلى عدم جدية المجتمع الدولي فيما يخص الحد من معاناة المدنيين في سوريا، فاشتراطات وضع الحلول لمعاناة المحاصرين والجوعى يمكن عزلها بسهولة عن مقتضيات الموضوع السياسي فيما لو توفرت النية عند الجهات والمحاور المؤثرة في الوضع السوري؛ فلو أقدم المجتمع الدولي على إنزال صناديق الطعام والخبز على بيوت المدنيين المحاصرين عبر الجو لكان أجدى وأكثر إنسانية من الهرج المرافق لموضوع إلحاق «ضربات جوية » بقوات النظام ومقراته من عدمه.

 

الذهاب إلى حل سياسي ضرورة قصوى إثر عسكرة البلد وتحويلها إلى ركام وفتح الجبهات على السوريين، بيد أن التهافت على جنيف أو غيرها بدون أولويات واقعية ومعقولة سيديم كلّية القدرة التي تتسم بها الدول العظمى الفارضة لإيقاعها على مجريات الوضع السوري وغيره، وسينزع ما تبقى من هوامش صغيرة قد تكون للسوريين قدرة ما على التفاوض فيها، ولا سيما الوضع الإنساني الذي يجب أن يطرح بقوة على كل الطاولات إذا لا جدوى من تحصيل مكاسب سياسية على حساب آلام المرضى الممنوعين عن الدواء أو أنين الصغار المتضورين جوعاً. أذهان ملايين البشر القابعين في الداخل والخارج وفي المخيمات ومدن النزوح محشوةٌ بالانتظارات، وربما ران اليأس على قلوب الكثيرين بعد أن باتت المناطق التي اصطلح على تسميتها ب «محررة » تواجه استبداداً جديداً متمثلاً بالمتشددين والمستقدَمين من خارج الحدود، وبات عمل الصحفيين وعمال الإغاثة وناشطي المجتمع المدني ينطوي على مخاطر تتعاظم وتكبر يوماً بعد يوم في وقت ما زال فيه البعض من المعارضين يدرجون هذا التغول في سياق المفرزات الطبيعية التي قد تواجه أية ثورة أو حراك أو أزمة قد تطول، متناسين حساسية الوضع السوري وانفتاحه على عشرات الأسئلة المرعبة !! المدنيون القاطنون في المناطق التي ما زالت في حوزة النظام ينهشهم غلاء الأسعار وقلة الموارد وتستحوذ على حياتهم مخاوف أذى السُعار الأمني لقوات النظام وميليشاته ومخابراته، وكذلك الرعب من انتقال العمليات العسكرية إلى أماكن سكنهم ليستحيلوا إلى نازحين أو قتلى أو مشردين ينتظرون جهات إغاثية توزع عليهم الخبز و الأغطية!!...

 

ألاعيب السياسة وتوزيع مناطق النفوذ طويلة الأمد وطرقها وعرةٌ وشاقة، وإذا ما رهن الوضع الإنساني بها سنتعود على معايشة كوارث إنسانية كبيرة ومشاهدتها على نشرات الأخبار وصفحات الإنترنت مترافقة بتجرع الحسرات والندب، وهذا أقصى ما يمكن للإنسانية أن تصل إليه من هوان وانعدام حيلة.

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard