info@suwar-magazine.org

سورية تمر بأسوأ عام في الأمن الغذائي

سورية تمر بأسوأ عام في الأمن الغذائي
Whatsapp
Facebook Share

 

سورية تمر بأسوأ عام في الامن الغذائي بانخفاض محصول القمح الى النصف

الجفاف وتداعيات الازمة تحاصر الانتاج الزراعي

خزان الحبوب يتجاوز الخطر والمحافظات الغربية الاكثر تضرراً

 

نضال م حنان :

 

كشف تقرير لمنظمة الغذاء والزراعة للأمم المتحدة عن تحسَّن توقعات الإمدادات العالمية من الحبوب هذا العام مسجلة تقديرات بزيادة قدرها 6 ملايين عن عام 2013 ليصل إلى 521 2  مليون طن.

رغم ذلك يتوقع الخبراء ان يمر اسوء عام على منطقة شرق الادنى وتحديداً سورية في ظل التحذيرات من أزمة جفاف اصابت هذا البلد نتيجة انحباس الامطار الى اقل من نصف المعدلات السنوية، مهددة ملايين الناس بمواجهة مجاعة و كارثة غذائية  تضاف الى عوامل اخرى  انهكت المجتمع السوري منذ 3 سنوات من الصراع الدموي بين النظام و المعارضة.

 

مشاهد الجفاف تتكرر ....ولكن!

 

ولا يستبعد المراقبون امكانية تكرار مشاهد الجفاف عام 2008 – 2009 والتي اجبرت الالاف من سكان المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية على الهجرة الى المدن الكبرى، ولكن في اقسى صورها نتيجة تزامنها هذه المرة مع تداعيات الحرب الأهلية، والصعوبات التي تواجه المساعي القائمة للحد من آثار الازمة.

 

 

حيث تشير التوقعات الحالية ( عدة منظمات دولية) الى تراجع إنتاج محصول القمح في سورية بنسبة 65% عن عام 2010،وتقدر منظمة الغذاء العالمي بأن  لا يزيد انتاج القمح عن 1.6 مليون طن هذا الموسم، مما يعني نقصًا كبيرًا وحادًا في مادة الطحين والخبز التي تعتبر القوت اليومي والغذاء الرئيسي لمعظم السوريين.

 

ماهي اسباب تراجع الانتاج الزراعي ؟

 

وتصبح مهمة البحث عن لقمة الخبز التي تعتبر الوجبة الرئيسية على مائدة الطعام السورية وسط المعارك المحتدمة و الحواجز و القذائف والصواريخ والدمار، ذات ثمن باهظ قد تكلف السوري حياته، وتكون مشهد طوابير المواطنين أمام المخابز أكثر حدية وعذاباً ، إن لم تعوض السحب خلال الفترة القادمة المتبقية من موسم الامطار عطش الاراضي ، ويستند الخبراء في مخاوفهم من كارثة غذائية  الى ثلاثة عوامل :

 

  1. حصار النظام و الجماعات المسلحة للمناطق المعادية لها ، وتداعيات ذلك على نشاط الفلاحين، فأعداد المزارعين القادرين على الوصول إلى حقولهم وجني المحاصيل الزراعية تقدر بنسبة 45% فقط، إضافة الى الهجرة الكثيفة للفلاحين من أراضيهم الواقعة في المناطق الساخنة.
  2. عدم تلبية المجتمع الدولي لاحتياجات الغذائية للسوريين
  3. غياب مستلزمات الانتاج الزراعي وخاصة النقص الحاصل في مادة المازوت والأسمدة وانقطاع التيار الكهربائي
  4. والاهم انخفاض نسبة هطول الامطار هذا العام وانعكاسات ذلك على الانتاج الزراعي.

 

الامطار اقل من نصف المعدل

 

إن المؤشرات الاحصائية للهطولات المطرية في سورية تبين ان "كميات الامطار المتساقطة في سورية منذ أيلول عام الماضي هي دون المعدلات الطبيعية وتشكل اقل من نصف المتوسط السنوي ولاسيما في المناطق الغربية و الشمالية الغربية ( حماه، طرطوس، اللاذقية، ادلب) والتي لم تتجاوز فيها معدل الامطار 40%  مقارنة مع المعدل السنوي، مهددة انتاج الزراعي وخاصة البعلي منها، واستنزاف المياه الجوفية والسطحية الى أبعد حدود، ويشير وزير الموارد المائية السوري الى أن مخزون امتلاء السدود هذا العام لم يتجاوز 40% .

 

معدلات هطول الامطار في المحافظات السورية منتصف اذار

 

 

المحافظة

معدل هطول الامطار

معدل الامطار العام الماضي

المعدل السنوي

نسبة الهطول الى المعدل السنوي

حلب

178

438

364

48 %

دمشق

217

568

512

42%

حماه

146

285

512

28%

درعا

105

200

259

40%

اللاذقية

335

883

827

40%

طرطوس

294

1081

840

35%

السويداء

155

230

341

45%

الحسكة

151

162

289

52%

سورية

197

480

493

41%

 

 

سورية تحتاج الى استيراد كميات تفوق الاعوام السابقة

 

إن تراجع معدلات الامطار أثر بشكل بالغ في تراجع مساحة الاراضي المزروعة بالحبوب  في سورية الى مستوى النصف لاعتماد جزء كبير منها على الامطار ، وتشير الارقام الى تقلص المساحة المزروعة بالقمح  بنسبة 60% مقارنة مع عام 2010 ، واستمرار انخفاض انتاج القمح الى مستويات تنذر بعواقب كارثية على حياة ملايين الناس كما تقول إليزابيث بيرز، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة: "هناك قلقا بالغا حيال مجريات الأمن الغذائي في سوريا لأن ما يصل إلى ستة ملايين وخمسمائة ألف شخص في الداخل سيتعرضون لانعدام الأمن الغذائي "، وستحتاج سوريا لاستيراد كميات تفوق متطلبات موسم العام الماضي التي تقدر بنحو 5.1 ملايين طن من القمح.

 

من 3.9 مليون عام 2011 الى اقل من / 2 / مليون طن

 

فبعد أن وصل الانتاج الزراعي لمحصول القمح في سورية الى أكثر من / 4 / مليون طن في السنوات التي سبقت الازمة بدأ المؤشر البياني للمحصول بالهبوط تدريجياً حتى معدل النصف حسب توقعات المراقبين لمحصول عام 2014  وتتراوح التقديرات بين / 1.7 / مليون ومليوني طن، بينما وصل انتاج القمح عام 2010 الى نحو /3.6 / مليون طن وفي عام 2011 الى /3.9 / مليون.

 

اسعار القمح رهينة للقوى المسيطرة على الجغرافية السورية

 

وبالرغم من التصريحات الرسمية لمؤسسات النظام التي حددت سعر شراء كيلو القمح في مراكزها بـ / 45 / ليرة سورية، يتخوف الكثيرون من ارتفاع أسعار الحبوب و خاصة في السوق السوداء ( سوق تجارة القمح خارج نطاق الحكومة التي حصرت بنفسها شراء كل المحصول سنوياً ) والتي نشطت خلال سنوات الازمة بسبب فقدان النظام السيطرة على مساحات كبيرة من البلد، ومحاولة القوى المسيطرة في كل منطقة لتسويق القمح وفق مصالحها ورؤيتها.

 

سعر القمح الحكومي خلال الاربع سنوات الماضية

 

العام

السعر

معدل الارتفاع

2011

21.5

-

2012

22.5

4.5 %

2013

36

37.5%

2014

45

20%

 

 

التضخيم في اعلان المخاوف من كارثة غذائية لا يستند على الواقع

 

ويقابل التخوفات السائدة لدى المنظمات الدولية والمراقبين وسكان سورية من خطر تدهور الامن الغذائي ، تطمينات ترى في تضخيم المخاوف مبالغات غير بريئة عن التأثيرات السياسية ولا تستند الى  دراسات واقعية لطبيعة ومسار الانتاج الزراعي وتوزعها الجغرافي في سورية، والتي لم تأخذ في اعتبارها تجاوز موسم محافظة الحسكة  التي تنتج نحو ثلث انتاج القمح  للظروف الجوية المتعلقة بالجفاف، وعدم تأثرها بتداعيات الصراع العسكري بمستويات مشابهة للمحافظات الغربية.

 

القمح الموجود في سورية تكفي لسنتين قادمتين

 

ويقول رئيس الاتحاد العام للفلاحين في سورية إن كميات القمح الموجودة في مختلف أنحاء المحافظات تكفي لسنتين قادمتين ومن أهمها محافظة الحسكة التي تحتوي على 1.6مليون طن من القمح،  ولا يختلف معه مدير الإنتاج النباتي في "وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي" عبد المعين قضماني، الذي صرح أن إجمالي المساحات المزروعة بمحصول القمح بلغ حتى تاريخه 2014 في جميع المحافظات   1.2 مليون هكتار بنسبة تنفيذ 72% .




انتاج القمح في سورية عام 2011

 

المحافظة

كمية الانتاج

النسبة من اجمالي الانتاج

الحسكة

1106000

28%

حلب

749000

19%

الرقة

709000

18 %

دير الزور

335000

9%

حماه

370000

9.5 %

حمص

115000

3%

درعا

129500

3.5 %

ادلب

225000

6%

اجمالي

3858000

 

 

 

على الجميع التعاون لحماية لقمة عيش جميع السوريين

 

ويرى الدكتور شباب ناصر استاذ الاقتصادي الزراعي في جامعة حلب إن تأمين الموسم الزراعي لهذا العام هو مصلحة مشتركة بين كل الاطراف لتجاوز المخاطر التي تواجه القطاع الزراعي" رغم يقيني من المبالغات المرتبطة بحجم المخاوف" ، ولا سيما بين الدولة التي تمتلك القدرات في  ادارة الانتاج والتسويق الزراعي من جهة وبين المزارعين من جهة ثانية والقوى الاخرى .

ويشير الى اهمية تجنيب الموسم الزراعي من الاعمال العسكرية من خلال حمايته من مخاطر الحريق، وتوفير مستلزمات الانتاج والحصاد من آليات للحصاد والنقل والأكياس الفارغة، وتأمين وضع أمني هادئ تسمح للمزارعين بمزاولة انتاجهم من خلال وقف أي عمليات عسكرية غير مبررة، واللجوء نحو التسويات على غرار ما شهدته أرياف دمشق وبعض المناطق السورية.

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard