info@suwar-magazine.org

نحو قطبٍ سوريٍّ جديد

نحو قطبٍ سوريٍّ جديد
Whatsapp
Facebook Share

ملاذ الزعبي

 

ثمة حاجةٌ واضحةٌ وملحّةٌ اليوم في سوريا إلى تشكيل هيئةٍ أو مجلسٍ أو ائتلافٍ أو تيارٍ للمعارضة العلمانية متعدّدة الانتماءات، يضمّ فيصل القاسم ومحمد منصور وثائر ديب وحكم البابا وصخر الحاج حسين ومنذر خدّام وعبد الرزاق عيد وجورج صبرا ومسعود عكو، والكبل عمار قربي وبهية مارديني. الحاجة إلى ذلك وطنيةٌ في المقام الأوّل وإنسانيةٌ في المقام الثاني. هنا سنجد فسيفساء مناطقيةً وطائفيةً وجندريةً في الوقت نفسه، وتمثيلاً للشعب السوري بمختلف أطيافه وطوائفه وطبقاته وأعراقه وأجناسه ومراحله العمرية ومستويات ذكائه.

 

وللاستفادة من التجارب السابقة للمعارضة، يُنصح بتجنّب التسميات المطروقة لهذا الجسم السياسيّ، وبالتالي يفضّل تجنّب كلمات "هيئة" و"مجلس" و"جبهة" و"تنسيق" و"ائتلاف" و"تيار" و"تنظيم" و"الدولة" و"الإسلامية" و"علوش".

نقترح أن يعتمد القطب الجديد على التمويل الوطنيّ حصراً من رجل الأعمال العصاميّ فراس طلاس، مريحاً رأسه بذلك من تعقيدات وتدخلات البترودولار الخليجيّ بشقيه العربيّ الجهاديّ الوهابيّ والفارسيّ الصفويّ المجوسيّ. كما نقترح أن يتخذ القطب من بيروت مقرّاً له، على خطّ تماسٍ يفصل بيروت الشرقية عن بيروت الغربية. على أن يقيم محمد منصور في حي الفردان، أو، في حال كان التمويل غير كافٍ، فلتكن إقامته في حيّ "الطريق الجديدة"، إذ أن علاقة الأستاذ محمد والبرجوازية السنّية مثل علاقة الماء بالسمكة أو علاقة السمكة بالماء، كما أن إقامته في الفردان ستكون مناسبةً للاستغراق والتأمل في خطيئة مشاركته بجنازة المسرحيّ الراحل سعد الله ونوس. كما نقترح أن تكون الذراع الإعلامية لهذا القطب بقيادةٍ ثنائيةٍ من موسى العمر وسمير متيني، مع المخضرم أنس أزرق بصفة مستشاراً إعلامياً. في المحصّلة، الأخ أنس مستقلٌّ ولا يحبّذ أن تتمّ قولبته أو تأطيره.

 

هكذا قطبٌ قادرٌ على ضرب العديد من العصافير بحصوةٍ واحدة، إذ من الممكن أن ينجح باستقطاب نبيل ملحم من جهةٍ، ويقنع الولايات المتحدة أن هناك بديلاً قادراً على ملء الفراغ، فتشرق الشمس من واشنطن دي سي أو ماساتشوستس أو كونيتيكيت، من جهةٍ ثانية. والأهم: أنه يضمّ أكثر من شخصيةٍ من الممكن وصفها بالدكتور، أبرزها عبد الرزاق عيد، وبالتالي لا يجرؤ أيّ تيارٍ أو قطبٍ مغايرٍ على ادّعاء امتلاكه دكاترةً أكثر كمّاً أو أجود نوعاً، بما في ذلك الدكتورة ريم تركماني.

 

فإذا حصلت أيّ مناظرةٍ بين أنصار هذا القطب وأنصار التيارات والأقطاب الأخرى، فالغلبة حكماً ستكون للقطب. فمثلاً، إن قال أحد أنصار هيئة التنسيق: "اعلُ منّاع"، كان الرد جاهزاً: "القطب أعلى وأجلّ"، وإن قال أحد أنصار الإخوان: "لنا الشقفة، ولا شقفة لكم"، أتى الردّ جلياً مفحماً: "القطب مولانا ولا مولى لكم"، وإن قالت منى غانم: "دكتور بدكتور والمعارضة سجال"، قلنا: "لا سواء، دكاترتنا في القطب ودكاترتكم في التيار".

 

من المهمات الملحّة التي تنتظر هذا القطب فور تشكيله: إنشاء نقابةٍ للفنانين السوريين في المهجر برئاسة الفنان نظيف اليد فايز قزق، وتكليف الشيخ محمد راتب النابلسي بتسجيل مجموعة دروسٍ دينيةٍ جديدةٍ بصوته الرخيم، على أمل بثها بشكلٍ مشتركٍ بين إذاعات سمارت وروزنة وسوريالي، وإقناع صالح مسلم بتغيير قصة شاربيه، أو، في حال نجحت المهمة، حلاقتهما بالكامل.

ليس أمام هذا القطب إلا خيارٌ واحدٌ وهو النجاح، فالواقع لم يعد يحتمل رفاهية الفشل.

يرجى التوقيع على البيان للمساهمة بالضغط من أجل تشكيل هذا القطب.

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard