اللايك التي قصمت ظهر هيئة التنسيق- تحليل سياسي

اللايك التي قصمت ظهر هيئة التنسيق ـ تحليل سياسي 

ملاذ الزعبي 

شغلت قضية استقالة أو إقالة عضو هيئة التنسيق الوطنية رياض درار من منصبه في الهيئة نتيجة لايكٍ فيسبوكيّ الأوساط الدولية والإقليمية والمحلية، بالتزامن مع انتشار الشائعات والتكهنات والتحليلات حول أسباب الحادثة وخلفياتها ومغزاها.

صحيفة النيويورك تايمز عنونت صدر صفحتها الأولى الصادرة اليوم “The Mysterious Like“- اللايك الغامض. ونقلت الصحيفة عن من وصفته بالمصدر المقرّب من أحد المقرّبين من شخصٍ على معرفةٍ بالدكتور هيثم مناع أن اجتماعاً عاصفاً لهيئة التنسيق وجميع أفرادها البالغ عددهم طنعشر شخص قد عقد في مكتب حسن عبد العظيم بشارع النصر بدمشق، وحضره هيثم مناع عن طريق سكايب، بهدف نقاش آخر المستجدات على الساحات الفيسبوكية والإقليمية والدولية (أما المحلية فليست ذات أهميةٍ لأن هيئة التنسيق أكبر من الشأن المحليّ).

وأشارت الصحيفة إلى أن جدول الاجتماع كان مرتباً بحسب الأهمية من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية وفق الترتيب التالي: 1- لايك رياض درار، 2- ستاتوس منذر خدام، 3- قرار أوباما ضرب داعش واعتقال صفوان عكاش ووصول عدد اللاجئين السوريين لثلاثة ملايين والمؤتمر الصحافي المشترك لوزيري الخارجية الإيراني والروسي ومصير عبد العزيز الخير ورفيقيه.

وكشف المصدر، بحسب النيويورك تايمز، أن درار كان قد وضع لايكاً على ستاتوس لأحد المعجبين بالهيئة فحواه أن “هيثم مناع ثاني أفهم شخص بالعالم”، مشيراً إلى أن هذا اللايك أثار استياء مناع لأن درار بهذه الطريقة وكأنه يقول إنه ثمة أحد ما في هذا العالم يفهم أكثر من مناع.

وتابعت الصحيفة الأميركية أن درار برّر اللايك بالإشارة إلى أنه فهم من الستاتوس أن الجميع يقرّ بمدى فهم هيثم مناع ولكنها تترك المجال في الوقت نفسه لشخصٍ قد يكون هو الأكثر قدسيةً وأهميةً في العالم، لافتاً إلى أنه كان يعتقد أن المركز الأول يعود لنبيّ المسلمين محمد بن عبد الله، وأن الأب إلياس زحلاوي مثلاً سيعتقد أن بشار الأسد هو صاحب المركز الأول، فيما سيرى جورج صبرا أن المركز الأوّل يعود لأبو محمد الجولاني.

من جانبها، وفي افتتاحيتها المعنونة “Drar? & What Happened between Manna “- ما الذي حدث بين منّاء ودرار؟، أوضحت صحيفة الواشنطن بوست أن درار أقيل ولم يستقل من الهيئة، مضيفةً أن إقالته لم تكن بسبب وضعه لايك وإنما بسبب عدم وضعه لايك.

وشرحت الصحيفة، بقلم محللها المتخصّص في شؤون الهيئة ناوار كاسيم، أن درار لم يضع لايك على آخر بوست كتبه القياديّ في الهيئة هيثم منّاء، وهو ما أثار موجة شكوكٍ في أوساط الهيئة حول مدى إخلاص درار لسياسات الهيئة ونهجها ولاءاتها الثلاث.

وتابعت واشنطن بوست أن قراراً جماعياً اتخذ بإقالة درار، وصوّت عليه شخصٌ واحدٌ هو هيثم منّاء. واعتبرت الصحيفة الأميركية أن هذه الحادثة هي الأخطر ضمن سلسلةٍ من التقلبات التي يمر بها البلد الشرق أوسطيّ في الشهور الأربعين الأخيرة.

لكن الأمل بانتهاء المشكلة لم ينته بعد، إذا قالت صحيفة “كوريرا دي لا سيرا” الإيطالية إن وفداً من الخارجية الإيطالية تترأسه وزيرة الخارجية فيديريكا موجيريني وعضوية غيداء العودات سيتوجه إلى باريس قريباً، كممثلٍ للاتحاد الأوروبيّ، ضمن جهود الوساطة بين درار ومنّاع.