info@suwar-magazine.org

المساءلة المجتمعيّة في سوريا

المساءلة المجتمعيّة في سوريا
Whatsapp
Facebook Share

 

 

"بحثٌ استطلاعيٌّ يرصد واقع مساءلة الأفراد

للمؤسّسات في عشرة مجتمعاتٍ محلية"

 

*فريق صور 

 

 الحراك المجتمعي الذي بدأ في آذار 2011  كحراك رفع مطالب إصلاحية في البداية وعلى رأسها محاسبة المسؤولين الحكوميين، قد حقق جزءاً من المطالب التي خرج من أجلها على مستوى الوعي بضرورة المساءلة، وأيضاً على مستوى الممارسة العملية، بالرغم من شدة المأساة الإنسانية التي تعاني منها المناطق التي خرجت عن سيطرة السلطة السورية والتي تعاني من أزمات غير متناهية.

 

 هي النتيجة التي توصل إليها بحث أجراه مركز المجتمع المدني والديموقراطية بعنوان “المساءلة المجتمعية في سوريا” وهو بحث استطلاعي أجراه المركز مع عينة مكونة من (1206) أفراد، موزّعين على عشرة مجتمعاتٍ محليةٍ في ثماني محافظاتٍ سورية (حلب المدينة وريفها، ريف إدلب، ريف حماة، الحسكة وريفها، دمشق وريفها، السويداء، درعا).

 

وتوزّعت على أربع مناطق سيطرة، هي (مناطق سيطرة قوات حماية الشعب الكردية، ومناطق سيطرة المعارضة المسلحة، ومناطق سيطرة النظام، ومناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية). وبلغت نسبة الإناث من العيّنة 41%، متفاوتةً بحسب مناطق السيطرة المختلفة. وتركز التوزع العمريّ للعينة في الفئة الشابة بين أعمار 18-30 عام، بمعدّل النصف تقريباً.

 

هــدف البحث إلى  قياس مســتوى مشــاركة المواطنــين في مســاءلة المؤسّســات التــي تقــوم بتقديــم الخدمــات في مناطــق ســكنهم. خــلال الفــترة الممتدة من 19 أيار 2015 لغاية 7 تموز 2015. اســتخدم البحــث المقابلــة المقننــة كأداة في جمــع  المعلومــات الميدانيــة، وتكوّنــت إســتمارة المقابلــة مــن ثلاثــة محــاور رئيســية:

 

 المحور الأول: يقيس رضا الأفراد عن المؤسّسات في مناطق عملهم.

المحور الثاني: مستوى المشاركة في مساءلة المؤسّسات التي تقوم بتقديم الخدمات.

المحور الثالث: يقيس وعي الفرد بدوره في مكافحة الفساد.

 

ويجيب البحث عن تساؤلٍ رئيسيٍّ "حول واقع مشاركة الأفراد في مساءلة المؤسّسات الناشئة في مناطقهم بعد خمس سنواتٍ من اندلاع حركة الاحتجاجات الشعبية عام 2011؛ وما هو دورهم في مساءلة المؤسّسات ومكافحة الفساد كما يرونه هم، وكيفية ممارسة هذا الدور".

 

وخلص إلى مجموعةٍ من النتائج، أهمها:

 

*هناك عدم رضىً من الأفراد عن المؤسّسات العاملة في مناطقهم: إذ رأى أكثر من ثلثي الأشخاص الذين تمت مقابلتهم أن هناك فساداً في هذه المؤسّسات. ويرى حوالي نصف أفراد العينة أنها لا تلبي الخدمات ذات الأولوية، ولا تنظّم لقاءاتٍ معهم. ويرى أكثر من نصف أفراد العينة أن هذه المؤسّسات لا تقوم بدورها في مكافحة الفساد. وأكثر من نصف العينة ممن قدّموا شكاوى للمؤسّسات في مناطقهم ولم تتمّ الاستجابة لها. 

 

بالمقابل هناك ضعفٌ في مساءلة الأفراد للمؤسّسات، إذ إن أكثر من ثلثي عدد أفراد العينة الإجماليّ لم يطلعوا على تقارير المؤسّسات العاملة في مناطقهم، وأكثر من ثلثي أفراد العينة لم يقدموا شكاوى لهذه المؤسّسات، بالرغم من أن نصفهم اطلع بنفسه على حالة فسادٍ داخل مؤسّسةٍ واحدةٍ على الأقلّ. وعن مشاركة المؤسّسات بمقترحاتٍ لتطوير عملها وتحسين الخدمات أجاب حوالي نصف أفراد العينة بالإيجاب. 

 

أما مستوى وعي أفراد العينة بدورهم في مكافحة الفساد فهو جيدٌ جداً، إذ إن ما يزيد على الثلثين أجابوا بأن لهم دوراً في مكافحته. وعزّزت ذلك الإجاباتُ عن الدور المنوط بهم في مكافحة الفساد، والتي دللت على مستوى الوعي بدور الأفراد، بالرغم من أن الممارسة الفعلية أدنى من مستوى الوعي، لكن الأساس في التغيير هو الوعي بالدور.

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard