info@suwar-magazine.org

كيف نخرج من هذا الجحيم؟!

كيف نخرج من هذا الجحيم؟!
Whatsapp
Facebook Share

 

 

*فريق صور

 

خمس سنواتٍ ونحن نعيش في مستنقع الحرب المدمّرة في سوريا ولا شيء يتغيّر؛ نشهد كلّ يومٍ الكوارث نفسها: القصف بالبراميل، تدمير البنى التحتية، فقدان المزيد من مقوّمات الحياة والبقاء، الاشتباكات بين المعارضة والنظام، السيطرة على مناطق ثم الانسحاب منها، حصارٌ وتجويعٌ ومنعٌ لدخول المساعدات الإنسانية، البدء بالمفاوضات والانسحاب منها...

 

أما على الصعيد "السياسيّ" فالحديث عن "المرحلة الانتقالية" بدأ منذ 3 سنواتٍ دون إحداث أيّ خرقٍ بين الدول الكبرى، ونخصّ بالذكر روسيا وأميركا، اللتين تشرفان على إدارة الصراع في سوريا، ولم تتمكنا من التوصل إلى اتفاقٍ يوقف نزيف الدم السوريّ ويضع حدّاً للعنف.

 

أصبحنا اليوم نتحدث عن تحقيق تقدّمٍ في المفاوضات بين الروس والأميركان حول الموضوع السوريّ، بدل الحديث عن المفاوضات بين السوريين، التي لن تقدّم أو تؤخّر في الأمر شيئاً ما لم تتوصل القوى الدولية إلى اتفاقٍ حول مستقبل البلاد، وإيجاد حلٍّ للخلافات بين واشنطن التي تتمسك بخيار انتقالٍ سياسيٍّ ينتهي بخروج بشار الأسد، وبين موسكو التي تتمسك بخيار تشكيل حكومة وحدةٍ وطنيةٍ موسّعةٍ بوجود الأسد.

 

 أما المواطن السوريّ العاديّ فيشعر بحالةٍ من الإحباط واليأس من العديد من المصطلحات السائدة، مثل "مستقبل سوريا" و"المرحلة الانتقالية" و"المفاوضات"، نتيجة تكرارها المملّ الخاوي من المعنى، ودورانها في ما يشبه الحلقة المفرغة. إذ لا شيء يتغير منذ خمس سنوات، بينما يعيش هو ظروفاً قاسية، يفتقر فيها إلى كلّ مقوّمات الحياة، بعد انهيار الاقتصاد وفقدان فرص العمل.

 

التعليم شبه معطل، وإن وجد فهو مؤدلجٌ وكفيلٌ برمي المزيد من الشباب إلى ساحات القتال، وتحويل المدارس إلى مصانع لإنتاج المتطرّفين ورجال الميليشيات.

 

قطاع الصحة شبه منهارٍ نتيجة استهداف المشافي، وهروب الكوادر الطبية من ظروف الحرب، وانتشار الأمراض بسبب فقدان الرعاية الصحية والأدوية.

 

الخدمات شبه معطلةٍ في كامل البلاد، في غياب المؤسّسات والمنظمات الإنسانية القادرة على تقديمها بالشكل الكافي، بسبب الحرب والنزاع. كلّ هذا يدفع بالناس إلى التساؤل حول كيفية الخروج من هذا الجحيم المسمّى سوريا.

 

أمام هذا الحال المأساويّ يبدو كلّ حديثٍ عن "المفاوضات" بمثابة نكتةٍ سمجةٍ لا تقدّم ولا تؤخّر، في عالم يزداد جنوناً وعبثيةً يوماً بعد يوم.

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard