ما هو ضجيج الجبل؟

*نارت عبد الكريم

 يحقّ للشعراء ما لا يحقّ لسواهم، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنْ يؤخذ قولهم على محمل الجد. فالموت لم تهزمه الفنون، وليس بمقدورها، من حيث المبدأ، هزيمته أبداً. وكل ما فعلته وتفعله الفنون قاطبةً هو إضافة مساحيق التجميل على وجه الموت الحاضر في كلّ لحظة.

 فما الذي ينشده الفنانون، على اختلاف مشاربهم، من وراء أعمالهم، سوى المجد والشهرة وتخليد أسمائهم؟ ولولا ذاك الهدف هل كنَّا سمعنا بهم أصلاً؟

إنَّ حضور "الأنا" وتخليدها هو غاية الفنان من وراء عمله، وليس هزيمة الموت. وهو بذلك لا يعزّز حضوره فقط، أي الموت، بل يضفي عليه جمالاً مزيفاً. لكنَّ غيابها غيابه، وفي تلك اللحظة التي تغيب فيها "الأنا" تبدأ الحياة وينهزم الموت وليس العكس. يطلق اليابانيون على هذه اللحظة اسم "الساتوري"، أي اليقظة، وإيصال المشاهد إليها هي غاية الفنان الذي يعمل في مسرح "النو" أو "البونراكو" وليس إضحاكه أو نيل إعجابه.

.

.

اقرأ المزيد للكاتب..