info@suwar-magazine.org

في هجاء المثقّف "الفاشِل"

في هجاء المثقّف "الفاشِل"
Whatsapp
Facebook Share

 

 

 

 

*نارت عبد الكريم

 

 

يسود اعتقادٌ ما، مضمونه، أنَّ على المثقّف السوريّ، ويشمل ذلك الفنّان والأديب بطبيعة الحال، أنْ يدافع عن قضية شعبه وينتصر لها، لأنَّها قضية عادلة ومُحِقّة، وبكل الأحوال هذا ما حدث ويحدث منذ اندلاع الثورة السوريّة، فهنالك الكثير من الكتِّاب والأدباء والفنّانين السوريين الذين وقفوا إلى جانبها بكل ما أوتوا من جهد وعزم. ولكن ما الفائدة المرجوّة من وراء ذلك؟.

 

 فإنْ كان هنالك أثرٌ ما لتلك الجهود فأين هو بعد خمس سنوات من اندلاع الثورة السورية؟ وإنْ لم يكن فلماذا؟ أمْ أنَّ الأمر برمّته شكلٌ من أشكال التعاطف بل ربَّما محاولة لتفريغ إحساس بالذنب أو هروبٍ من ملامةٍ ما؟ فعلى مدار عقود طويلة جدّاً، ومنذ بداية تشكّل  "إسرائيل" وما نتج عنها من مآسٍ ونكبات، وقفَ كل المثقّفين الفلسطينيين ومعهم إخوانهم العرب، من المحيط إلى الخليج، مع قضية الشعب الفلسطينيّ وناصروها بكل السُّبل وأدوات التعبير الفنيّة منها والأدبية وكذلك الفكرية، وذلك في كل المَحافل، العربية منها والدولية، ناهيك عن وجود مثقّفين عالميّين وقفوا إلى جانبها كذلك، فما كانت المحصّلة وما هي ثمار تلك الجهود على أرض الواقع؟.

 

لقد ضاعت فلسطين أولاً ومن ثم ضاعت القضية نفسها، أي القضية الفلسطينية، كما ضاع العراق وقبله لبنان وها هي سوريا تضيع رغم كل تلك "الانتصارات" التي حقّقها مثقّفونا وفنّانونا لقضايانا العادلة، فلماذا؟ وأين هو الخطب؟ هل لأنَّ قضايانا ليست عادلة أمْ لأنَّ أدوار وجهود مثقّفينا كانت، بالمحصّلة، كما الصفر على الشمال؟ أمْ أنَّ انتصار المثقّف لاسمه يعني انتصاره لقضيّة شعبه؟.

 

وعلى كل حال يشير الواقع إلى فشل المثقّف العربيّ بالعموم في مناصرة القضية الفلسطينية خلال سبعين عاماً من عمر المأساة، والنتائج على الأرض تؤكّد ذلك الفشل وليست آراء المثقّف عن نفسه، فكيف لذلك الفاشل أنْ يدعم، إيجابيّاً، القضية السوريّة؟ أم أنَّ الهدف من كل تلك الجهود هو تبرئة الذمم أو ركوب الأمواج؟.

.

.

اقرأ المزيد للكاتب ..

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard