info@suwar-magazine.org

في انقراض المؤنّث وغياب العدل

في انقراض المؤنّث وغياب العدل
Whatsapp
Facebook Share

 

 

*نارت عبد الكريم

 

لقد كان للمرأة دوراً في زمن انتشار "العرافة" و"السحر" فكان هنالك الكثير منهنّ يعملْنَ ساحرات أو متخصّصات في علاج الأرواح أو عالِمات في الفلك والطبّ، وكذلك كان للرجل دور وضلع في هذه المجالات، لكن تلك المساواة بينه وبين المرأة يبدو أنَّها لم تَرُقْ له، فالمرأة، في تلك الاختصاصات، قد تكون مهيأةٌ أكثر من الرجل ذو العضلات المفتولة لأنَّها تدرك العالم الخارجيّ والكون بحدسها ومشاعرها، كما كانت تدرك وجود الجنين ببطنها وتشعر به، فهل نحن مثل الجنين في أحشاء الكون أمْ أننا خارجه لنراه بحواسّنا وندركه بعقلنا؟.

 

إنَّ الصراع المضمَر، بين الرجل والمرأة، مرَّ بمراحل مختلفة ومتعدّدة، ولكنه في نهاية الأمر انتهى بانتصار الرجل الذي تمكّن من إبعاد المرأة وإقصائها عن كل فعاليّة أو دور في صنع التاريخ، وجاءتِ الكتب المقدسة لتضع الختم الإلهي على ذلك الانتصار وتعزّزه، وكان قتل "هيباتيا" المصرية، على سبيل المثال، ضمن ذلك السياق الذي استمرَ لاحقاً في أوروبا القرون الوسطى من خلال عمليّات حرق النساء بتهمة ممارسة السحر والشعوذة، وبسبب تلك العقائد والممارسات انقرضتِ المرأة الأصليّة من عالمنا تماماً، كما قال ذات مرة جاك لاكان، فما هو موجود الآن هو نسخة عن الأصل، أي جسد امرأة بعقل رجل، وربَّما بسبب ذلك دأبتِ المرأة في الدول المتقدّمة على إعطاء صوتها، أثناء الانتخابات، للرجل، فكيف لها أنْ تثق ببنات جنسها وهي لا تثق بنفسها؟

 

إنَّ ذلك الإبعاد والإقصاء للمؤنّث، بالقوة وبالشرع، أسّس لغياب العدل عن عالمنا منذ قرونٍ طويلة، وما نراه على أرض الواقع من ظلم وطغيان وفظاعات ما هي إلّا نتائج لذلك الغياب.

.

.

اقرأ المزيد للكاتب..

 

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard