مقهى الكتاب "بنداروك" في القامشلي
بنداروك (BINDARÛK) بهذا الاسم أطلق الشابّان الكرديّان عبّاس موسى وعبدو شيخو مشروعهما الثقافي في مدينة القامشلي، هو الأول من نوعه في المناطق الكردية في سوريا تلك المنطقة التي طالما حُرِمت من ممارسة الأنشطة الثقافية الكردية قبل الأحداث 2011.
الأحداث التي اندلعت في سوريا كانت نقطة تحوّل في مسيرة المناطق الكردية، وبشكل خاص مدينة القامشلي التي أصبحت مركزاً للعديد من الأنشطة الثقافية والإعلامية والمدنية، حيث ظهرت فيها مشاريع ثقافية صغيرة بجهود فردية لبعض الشباب من أبناء المدينة المهتمّين بالشأن الثقافي.
يقول عبّاس موسى أحد مؤسّسي مشروع " بنداروك "، وهو كاتب وصحفي، إن "فكرة المشروع إنشاء مكان للقراءة، واحتساء القهوة، وشرب الشاي وشراء الكتب، كلها في مكان واحد، وذلك لنستطيع لفت الأنظار للكِتاب."
ويضيف الجميع كان يقول أو يغمز "ما الذي تفعلونه في وقت يفكّر فيه الكثير بالرحيل" نحن لدينا منطق آخر. نحن فاعلون ثقافيون، وهذا هو مجالنا، نمارسه كما يمارس أي إنسان مهنته.
لعل مشروع "بنداروك" ليس المشروع الوحيد في تلك المنطقة، لكنه الأكثر تنوّعاً من حيث نوعية الكتب الموجودة، إذ تضمّ المكتبة أكثر من 11 ألف كتاب، بواقع ألف عنوان تقريباً، وتوزّع الكتب بين اللغة الكردية والعربية والإنكليزية.
ومع وجود العديد من التحدّيات التي تواجه هكذا مشاريع، يأتي في مقدّمتها تراجع الاهتمام بالقراءة والكتاب في ظلّ الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، وصعوبة توفير الكتب الكردية التي كانت إلى وقت قريب ممنوعة من التداول، لكن يبقى أصحاب مشروع "بنداروك" متفائلين.
يقول عبّاس في هذا الصدد "بالنسبة للكتب الكردية، جلبنا الكثير من الكتب (كرمانجي - صوراني)، وسعيدون جداً بالكتب الكردية التي كانت ممنوعة دوماً، وحين أفسح المجال نتيجة ظروف الحرب السورية، أُغلقت جميع المنافذ الحدودية في وجهنا، فاضطررنا لجلب الكتب الكردية من اللجوء إلى عملية طويلة، بحيث نجلب الكتب من آمد/ديار بكر إلى كردستان العراق ومن هناك إلى القامشلي، وانتظرنا أحياناً 4 أشهر حتى تصل الكتب، لكن في النهاية استطعنا افتتاح المكتبة.
ويوضح عبّاس أن المكتبة مشروع شخصيّ غير مموّل، "نديره أنا وصديقي المترجم عبد الله شيخو، ونسعى في المستقبل القريب توسيع المشروع؛ ليكون لدينا إمكانية إقامة بعض الأنشطة الثقافية البسيطة.