هجوم تركيا على سوريا قد يؤدي إلى كارثة إنسانية
قالت وكالات الأمم المتحدة يوم الجمعة إن الهجوم البري والغارات الجوية التي شنتها تركيا على شمال سوريا ضد القوات الكردية، أسفرت عن مقتل مدنيين وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار، وسط مخاوف من "كارثة إنسانية" أخرى في البلد الذي مزقته الحرب منذ حوالي ثماني سنوات.
في حين قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم السبت إن أكثر من 100 ألف شخص نزحوا من مدينتي رأس العين وتل أبيض السوريتين مع تصاعد العنف هناك.
وذكر البرنامج أنه سيواصل مع شركائه مساعدة السكان في شمال شرقي سوريا على الرغم من تدهور الوضع الأمني هناك. ويعيش حالياً نحو 580 ألف شخص ممن يوفر لهم البرنامج الغذاء في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد.
في حديثه للصحفيين في جنيف، قال يانس ليركيه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا)، إن يوم الخميس قد شهد "قصفاً مكثفاً على طول الحدود الشمالية الشرقية السورية مع تركيا، من جرابلس، إلى الغرب من الفرات، وإلى الحدود العراقية".
ومسلطاً الضوء على إمكانية حدوث مزيد من المعاناة للسوريين المحاصرين منذ أكثر من ثماني سنوات من الحرب، قال كريستيان كاردون دي ليشتبور، من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، "لدينا جميع المكونات اللازمة، لسوء الحظ، لنشوب أزمة إنسانية أخرى في سوريا". وقد "تم الإبلاغ عن نزوح جماعي للسكان منذ تصاعد العنف" بحسب المتحدث باسم البرنامج، إيرفيه فيروسيل، الذي أوضح أن "أكثر من 70،000 شخص نزحوا حتى الآن من رأس العين وتل أبيض."
وفي سياق الحملة العسكرية، قالت ماريكسي ميركادو من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن محطة ضخ المياه في علّوك تعرضت للهجوم في وقت مبكر يوم الخميس.
وقالت "هذه المحطة توفر المياه الصالحة للشرب لما لا يقل عن 400،000 شخص في محافظة الحسكة، بما في ذلك مخيمات النازحين".
وأضافت ميركادو أنه في تل أبيض، تم الاستيلاء على مدرستين للاستخدام العسكري، بينما تم تعليق برامج حماية الطفل في رأس العين، ومخيم مبروكة، وقرية تل حلف، وبلدة سلوك، وتل أبيض.
كما تم تعليق الاستجابة الصحية والتغذوية في رأس العين ومخيم مبوركة، في حين تم إغلاق المدارس في هذه المناطق كما تأثرت إمدادات المياه.
بعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب في سوريا، أصبحت الاحتياجات "كبيرة وواسعة الانتشار"، هذا ما كررته نجاة رشدي، كبيرة مستشاري الشؤون الإنسانية لدى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، في جنيف يوم الخميس.
وقالت إن أكثر من 11 مليون شخص يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، بما في ذلك 4.7 مليون شخص يعيشون في مناطق تعاني من نقص شديد في المستلزمات الأساسية للعيش.
وسط عدم اليقين بشأن كيفية تطور الحملة العسكرية، كررت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قلقها إزاء نقص الخدمات الأساسية المتاحة للنازحين في الأيام والأسابيع المقبلة، في البلدات والمدن التي سواها القصف أرضا في محاولة لطرد قوات داعش.