مدنيو شرقي الفرات مهددون بكارثة إنسانية وضعف في استجابة المنظمات الدولية
لا تزال المأساة الإنسانية مستمرة والخسائر البشرية بازدياد في مناطق شرقي الفرات التي تتعرض للقصف منذ ليل الأربعاء التاسع من الشهر الحالي حتى الآن.
المناطق أفرغت تماماً من سكانها الذين فروا من القصف التركي الممنهج عليهم حيث وصل عددهم إلى أكثر من 130 ألف نازح، وتتواصل حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض ورأس العين والدرباسية وعين العرب، وعين عيسى، ومناطق أخرى شرقي الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
هذا وقد تم استهداف مجموعة من المدنيين المتجهين إلى رأس العين/ سري كانييه ما تسبب بمجزرة راح ضحيتها 11 بينهم مدنيون، وصحفيون و74 جريحاً بحسب الهلال الأحمر الكردي. وقد أكدت الصحفية الفرنسية ستيفاني بيريز وجودها مع فريقها من ضمن المدنيين الذين تم استهدافهم في تغريدة لها على التويتر.وتم الإعلان عن فقدان 4 من الكوادر الطبية الذين كانوا متجهين لمساعدة جرحى في ذات المجزرة.
الوضع الإنساني في تدهور بعد استهداف القصف التركي مراكز الخدمات، فقد تم استهداف محطة مياه علوك بريف سري كانيه/ رأس العين التي تغذي مدينة الحسكة بمياه الشرب، وهي المدينة التي استقبلت معظم النازحين، وخروج محطات الكهرباء عن الخدمة.
أعلن الهلال الأحمر الكردي عن استهداف نقطتين طبيتين جنوبي مدينة سري كانيه /رأس العين، حيث أصيب سائق أحد سيارات الإسعاف وتضرّرت، وعلى أثر ذلك تم إخلاء النقطة من الجرحى، كما أعلن أنها ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها المراكز الطبية إذ ليس بالإمكان الوصول حالياً إلى مدينة رأس العين بسبب هذه الاستهدافات "المتعمدة" للكوادر الطبية، وسيارات الإسعاف. وكانت قبل ذلك قد خرجت جميع المشافي في تل أبيض ورأس العين عن الخدمة بسبب القصف.
وكانت منظمات إنسانية دولية قد حذرت من حدوث كارثة إنسانية في شمال شرقي سوريا التي تأوي أكثر من 4 ملايين مدني. ونبّهت 15 منظمة إغاثة دولية في بيان مشترك من أن تصاعد العنف قد يؤدي إلى تعليق تقديمها للمساعدات.
تقول قدرية محمد مديرة عمليات منظمة غاف لمجلة (صُوَر) لا منظمات دولية تدخّلت حتى الآن، الناس تكاتفت فيما بينها لجمع التبرعات، وتساعد بعضها البعض أما المنظمات المحلية في الحسكة، وبرغم محدودية الإمكانات فقد تعاونت مع شؤون المنظمات التي قامت بتوزيع الأدوار بين المنظمات المحلية حتى لا تحدث فوضى بعملية المساعدة، فهناك من يعمل على المسح وتحديث الإحصائيات للنازحين، وهناك من يقوم بتأمين مواد غذائية ومنظمة أخرى تقوم بجمع أغطية للنازحين الآتين من المناطق الحدودية كرأس العين والقامشلي وعامودا والدرباسية، مراكز الإيواء كانت المدارس فقط.
أما روجين مصطفى فتقول نحن كمنظمات مجتمع مدني نتواصل مع بعض للتنسيق لنعرف ماذا سنقدم لأن الأعداد هائلة خاصة في مدينة الحسكة، والآن المياه مقطوعة منذ أول يوم في القصف. احتياجات المدنيين أكبر من طاقتنا، لكنا نحاول أن نقدم قدر إمكاناتنا نحتاج إلى دعم المنظمات الدولية التي لم تقدم أي شيء حتى الآن.
يوضح جوان يوسف لـ مجلة (صُوَر) قامت المنظمات المحلية بعمل غرف عمليات عبر الإنترنت. بعض الغرف تجاوز عدد أعضاؤها 130. فريقنا يحاول استهداف المناطق التي لم تستهدف تم لمّ تبرعات من قبل المنظمات، فهم يعملون على هدفين رئيسيين الهدف الأول يعمل على مسح ميداني، وتحديث لعدد النازحين وتصنيفاتهم أطفال - نساء - كبار السن.. إلخ، وآخر على الاحتياجات من أدوية حليب أطفال فوط .. إلخ
حالة من الانتقاد الشديد بين المدنيين وصلت إلى مجلة (صُوَر) للمنظمات الدولية التي أعربت في تقارير سابقة عن استعدادها الكامل لتلبية حاجات المدنيين في حالات الطوارئ لكن عندما حدث القصف لم يلحظوا تدخل أو استجابة لأي منها في اليوم الرابع للقصف.
كان مصطفى بالي، المتحدث باسم تنظيم "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، قد نشر عبر حسابه بموقع "تويتر" قبل الحملة العسكرية التركية، بياناً جاء فيه: "إن مناطق شمال شرقي سوريا الحدودية، على حافة كارثة إنسانية وشيكة ومحتملة، كل المؤشرات، والمعطيات الميدانية والحشود العسكرية على الجانب التركي من الحدود، تشير إلى أن مناطقنا الحدودية ستتعرض لهجوم تركي بالتعاون مع المعارضة السورية المرهونة لتركيا". وأضاف "هذا الهجوم سيؤدي لسفك دماء آلاف المدنيين الأبرياء، بسبب اكتظاظ مناطقنا الحدودية بالسكان".
"تندد جميع الدول بالقصف التركي، وتناشد تركيا لتحييد المدنيين عن أهدافها العسكرية، لا نريد الكلام والتنديد فقط نريد فعلاً، أوقفوا القصف عنا، أنقذوا المدنيين نحن نباد" هذا ما قالته المدنية ندى الموسى التي نزحت مع عائلاتها وأطفالها من رأس العين إلى الحسكة لـ مجلة (صُوَر)