info@suwar-magazine.org

 في الذكرى التاسعة للحرب في سوريا أرقام صادمة تكشف الأوضاع الإنسانية للسوريين

 في الذكرى التاسعة للحرب في سوريا أرقام صادمة تكشف الأوضاع الإنسانية للسوريين
Whatsapp
Facebook Share

 

تدخل الحرب السورية سنتها العاشرة، ولا يزال العالم مكتفياً ببيانات الإدانة والشجب، وتبادل التّهم، وإعلان الهدن، ومناطق خفض التصعيد والتوتّر، وتقاسم النفوذ، فيما يعيش ملايين السوريين والسوريات التوّاقين إلى وقف العنف، الخيبة والظلم والاستبداد والقهر والحرمان والفقر.

 

بعد تسع سنوات من الحرب تكشف الأرقام التي تصدرها الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية الدولية، الكارثة الإنسانية التي يعيشها السوريون والسوريات، والحاجة إلى إنهاء العنف في سوريا الآن أكثر من أي وقت مضى، وتحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء البلاد ،حيث خلفت الحرب كارثة اقتصادية، تاركة ثلث السوريين في حالة من انعدام الأمن الغذائي، وواحد من بين كل ثلاثة أطفال خارج المدرسة، وتعطُّل أكثر من نصف المرافق الصحية عن العمل.

 

قالت المديرة التنفيذية لليونيسف هنرييتا فور أثناء زيارتها إلى سوريا برفقة مدير برنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي في الخامس من شهر آذار/مارس "يعاني أطفال سوريا أثر الحرب الضروس، وتستمر المعاناة لوقت طويل حتى بعد أن تصمت البنادق." وتضيف: "خلال السنوات التسعة الماضية تعرضت المدارس والمستشفيات للهجمات، وتشتّتت العائلات، وأزهقت أرواح الأطفال. حتى في المناطق البعيدة عن جبهات القتال، تكافح العائلات من أجل تأمين الغذاء لأطفالهم وإعادة بناء حياتهم. أُوَجِّه رسالتي إلى كل المسؤولين عن هذا الفشل الجماعي في سوريا، وأقول: سوف يحكم عليكم التاريخ وسيكون حكمه قاسياً."

 

خلّفت السنوات التسعة من النزاع اقتصاداً يوشك على الانهيار، والملايين من الناس في حالة من الجوع وانعدام الأمن الغذائي. بين عامي 2018 و 2019 ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي من 6.5 مليون إلى 7.9 مليون، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 60 في المائة بحسب برنامج الغذاء العالمي.

 

ويقول ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي "لم يعد بإمكان ملايين الأشخاص الذين تحطمت حياتهم بسبب الحرب أن يدفعوا تكاليف تأمين الطعام لعائلاتهم لأن الاقتصاد السوري تعرض للانهيار في الأشهر الأخيرة". ويضيف: "يقدم برنامج الأغذية العالمي المساعدات الغذائية إلى 7.5 مليون شخص داخل سوريا وفي البلدان المجاورة، ولولا ذلك كانوا سيتركون لتدبر أمورهم وحدهم. لقد تحوّلت سوريا إلى دولة محطّمة بسبب الحرب، والأهم من ذلك أن الناس بحاجة ماسة للسلام." وأن هناك 11 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في البلاد، 5 ملايين منهم هم من الأطفال.

 

هذا ولا يزال عشرات الآلاف من الأطفال في شمال شرقي سوريا يعانون في مخيمات النازحين وقد حُرموا من الخدمات الأساسية، وما زال هناك حوالي 28 ألف طفل عالقين في مخيم الهول من أكثر من 60 دولة، من بينهم 20 ألف طفل من العراق، بعد أن رفضتهم حكوماتهم ونبذتهم مجتمعاتهم.

 

 

وفي مناطق الشمال في إدلب، حيث أصبح وضع الأطفال والعائلات أكثر خطورة بعد نزوح أكثر من نصف مليون طفل في الأشهر الثلاثة الماضية، أي بمعدل 6,000 طفل نازح في اليوم الواحد. كما باتت حوالي 180 مدرسة غير صالحة للاستخدام إما لتعرّضها للدمار أو الضرر أو لأنها تأوي عائلات نازحة. وارتفعت أسعار المواد الغذائية في إدلب بنسبة 120 في المائة منذ العام الماضي.

 

استهداف للقطاع الصحي

 

بدورها أدانت منظمة الصحة العالمية بأشد العبارات الاعتداءات على مراكز الرعاية الصحية والتي كانت من أبرز معالم الأزمة الإنسانية السورية المعقدة التي تدخل عامها العاشر هذا الشهر.

 

وبحسب بيانات أصدرتها المنظمة، فقد تعرّضت المراكز الصحية إلى 494 هجوماً بين عامي 2016 و2019، 337 منها في شمال غربي سوريا. وقالت المنظمة إن إدلب وحماة وحلب حصلت على نصيب الأسد من تلك الهجمات مقارنة بالمناطق الأخرى.

 

ووصف مدير الطوارئ في المنظمة المعني بمنطقة الشرق الأوسط، ريتشارد برينان، تلك البيانات بالشهادة الأليمة التي تنمّ عن عدم احترام القانون الإنساني الدولي والاستهتار بأرواح المدنيين والعاملين الصحيّين.

 

وقد بلغ العدد الإجمالي للوفيات من العاملين في مجال الصحة في الأعوام الأربعة الأخيرة 470 (241 منها في عام 2016 و54 في عام 2019). وسجّل شمال غربي سوريا 309 حالات وفاة. وإلى جانب الوفيات، أصيب 968 شخصاً بجراح في جميع أرجاء سوريا منذ عام 2016، والكثير منهم أصيب بإعاقة دائمة. 

 

استمرار الاعتداءات في 2020

 

أفادت منظمة الصحة العالمية بأنه حتى اللحظة، بلغت الاعتداءات الموثقة على المراكز الصحية في 2020 تسع هجمات، جميعها في شمال غربي سوريا، مما أدّى إلى وفاة عشرة أشخاص، وإصابة 35 شخصاً بجراح. وقبل أسبوعين، تعرّض مستشفيان للهجمات في إدلب، مما أدّى إلى إصابة أربعة عاملين صحييّن بجراح وتعليق العمل مؤقتاً في المستشفيين.

 

ودعا برينان المجتمع الدولي ألا يتسامح مع موضوع استهداف المستشفيات والمراكز الصحية، وقال: "إن ما يدعو إلى القلق هو أننا وصلنا إلى نقطة أصبحت فيها الهجمات على القطاع الصحي من المسلّمات، وهو أمر اعتدنا عليه ولا يزال يحدث."

 

أكبر عدد من اللاجئين في العالم سوريون

 

وقد خلّفت تسعة أعوام من الحرب أكثر من خمسة ملايين لاجئ سوري، وأكثر من ستة ملايين نازح داخل سوريا. وبحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين فإن واحدا من بين اثنين من الرجال والنساء والأطفال السوريين اضطر إلى النزوح قسراً منذ بداية النزاع في عام 2011، ولأكثر من مرة في أغلب الأحيان. وقالت المفوضية في بيان: "يشكل السوريون اليوم أكبر عدد من اللاجئين في العالم." وفي شمال غربي سوريا، أدّى القتال إلى نزوح ما يقرب من مليون شخص منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي. وقالت المفوضية "هؤلاء يعيشون في أوضاع مزرية"

 

تمويل أقل من المستوى المطلوب

 

وقد أطلقت الأمم المتحدة مناشدة لهذا العام بقيمة 3.3 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية داخل سوريا، و5.2 مليار دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في الدول المجاورة، ودعم المجتمعات المضيفة.

 

اقرأ أيضاً:

 

الأمم المتحدة: احتمال تورط روسيا وتركيا في ارتكاب جرائم حرب في سوريا

 

وفي العام الماضي، حصلت خطة الاستجابة الإقليمية لدعم اللاجئين، وتمكين المجتمعات المضيفة لهم لعام 2019 على 58% من التمويل المطلوب وهو 5.4 مليار دولار. وقالت المفوضية: "إن قلة المساعدات ومحدودية فرص الحصول على الخدمات الصحية والتعليم تزيد من التكاليف اليومية، وتهدد بدفع أسر اللاجئين إلى دوامة من الضعف لا يمكن تداركها. ويُضطر بعض اللاجئين، بدافع من اليأس، إلى إخراج أطفالهم من المدرسة للعمل ودعم الأسرة، وهو ما قد يعرّضهم للاستغلال وسوء المعاملة، ويضطر البعض الآخر إلى الزيجات المبكرة."

 

وبحسب المنظمات الإنسانية، يعيش في شمال شرقي سوريا نحو 100 ألف شخص في المخيمات، هؤلاء لا يحصلون على الخدمات الأساسية، وتنحسر آمالهم في العودة الفورية إلى منازلهم. وفي المناطق الأخرى، يعتمد الكثير من السوريين الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب الصراع على المساعدات الإنسانية لإطعام أسرهم بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة. وخارج سوريا، تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الفقر بين اللاجئين السوريين تختلف من منطقة لأخرى، لكنّها تخطت 60% في بعض الدول.

 

وفي بيان صدر عنه الأسبوع الماضي، قال منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك إن الحل السياسي هو الخيار الوحيد لإنهاء معاناة المدنيين في سوريا.

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard