info@suwar-magazine.org

هيومن رايتس ووتش: هجمات التحالف السوري-الروسي قتلت 224 مدنياً في إدلب

هيومن رايتس ووتش: هجمات التحالف السوري-الروسي قتلت 224 مدنياً في إدلب
Whatsapp
Facebook Share

 

 

قالت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير أصدرته بتاريخ 15-10-2020 إن الهجمات المتكررة للقوات المسلحة السورية والروسية على البنى التحتية المدنية في إدلب شمال غربي سوريا شكلت جرائم حرب على ما يبدو، وقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية. قتلت عشرات الضربات الجوية والبرية غير القانونية على المستشفيات، والمدارس، والأسواق من أبريل/نيسان 2019 إلى مارس/آذار 2020 مئات المدنيين. كما أضرّت الهجمات بشكل خطير في قطاعات الصحة، والتعليم، والغذاء، والماء، والمأوى، فتسببت بنزوح جماعي للمدنيين باتجاه الحدود التركية السورية.

 

تقرير "عم يستهدفوا الحياة بإدلب: الضربات السورية-الروسية على البُنى التحتية المدنية"، الصادر في 167 صفحة، يفصّل الانتهاكات التي ارتكبتها القوات المسلحة السورية والروسية خلال الحملة العسكرية التي استمرت 11 شهراً لاستعادة محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها، إحدى آخر المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة المعارضة للحكومة. يدرس التقرير الاستراتيجية العسكرية القائمة على الانتهاكات، التي خرق فيها التحالف السوري-الروسي قوانين الحرب مراراً وتكراراً ضد 3 ملايين مدني هناك، العديد منهم كانوا قد هُجِّروا بسبب القتال في أماكن أخرى في البلاد. يسمّي التقرير عشرة من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين السوريين والروس المرجح تورطهم في جرائم حرب بحكم مسؤوليتهم القيادية: كانوا يعرفون أو كان ينبغي أن يعرفوا بالانتهاكات، ولم يتخذوا أي خطوات فعالة لوقفها، أو معاقبة المسؤولين عنها.

 

قال كينيث روث، المدير التنفيذي لـ هيومن رايتس ووتش: "ضربات التحالف السوري-الروسي على المستشفيات، والمدارس، والأسواق في إدلب أظهرت استخفافاً صارخاً بالحياة المدنية. تبدو الهجمات غير القانونية المتكررة جزءاً من استراتيجية عسكرية متعمدة لتدمير البنية التحتية المدنية وطرد السكان، ما يسهل على الحكومة السورية استعادة السيطرة".

 

وثّقت هيومن رايتس ووتش 46 هجوماً جويّاً وبريّاً، شملت استخدام الذخائر العنقودية، أصابت مباشرة أو ألحقت أضراراً بالمدنيين والبنى التحتية في إدلب، في انتهاك لقوانين الحرب. قتلت الغارات على الأقل 224 مدنياً وجرحت 561. لم تكن هذه سوى جزء بسيط من إجمالي الهجمات خلال تلك الفترة في إدلب والمناطق المحيطة بها. أدت الحملة إلى نزوح 1.4 مليون شخص، معظمهم في الأشهر الأخيرة من العمليّة.

 

وبحسب التقرير قابلت هيومن رايتس أكثر من 100 ضحية وشاهداً على الهجمات الـ 46، فضلاً عن عمال رعاية صحية وإنقاذ، ومعلمين، وسلطات محلية، وخبراء في شؤون الجيشين السوري والروسي. كما راجعت العشرات من صور الأقمار الصناعية وأكثر من 550 صورة، ومقطع فيديو التُقطت في مواقع الهجمات، وكذلك سجلات مراقبي الطيران. وقالت المنظمة انها قدمت ملخصاً لنتائجها وأسئلتها إلى الحكومتين السورية والروسية، لكنها لم تتلق رداً.

 

اوضح التقرير أن الضربات الموثقة، ومعظمها في أربع مدن ومحيطها – أريحا، ومدينة إدلب، وجسر الشغور، ومعرة النعمان – ألحقت أضراراً بـ 12 منشأة صحية وعشر مدارس، ما أجبرها على الإغلاق في بعض الحالات بشكل دائم. كما أضرّت الهجمات بما لا يقل عن خمسة أسواق، وأربع مخيمات للنازحين، وأربعة أحياء سكنية، ومنطقتين تجاريتين، وسجن، وكنيسة، وملعب، ومقر لمنظمة غير حكومية.

 

لم تجد هيومن رايتس ووتش أي دليل على وجود أهداف عسكرية من أفراد أو عتاد في المنطقة المجاورة وقت وقوع أي من الهجمات، ولم يكن أي من السكان الذين تمت مقابلتهم على علم بأي تحذير مسبق. كانت الغالبية العظمى من الهجمات بعيدة عن القتال النشط بين القوات الحكومية السورية والجماعات المسلحة المناهضة للحكومة. مما يشير إلى أنّ هذه الهجمات غير القانونية كانت متعمّدة. قالت هيومن رايتس ووتش إن الهجمات تهدف على ما يبدو إلى حرمان المدنيين من وسائل إعالة أنفسهم وإجبارهم على الفرار، أو بث الرعب في نفوس السكان.

 

بعد اتفاق وقف إطلاق النار في مارس الماضي، عاد بعض الأشخاص إلى المناطق التي لا تزال تسيطر عليها الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة حيث وجدوا بنية تحتية مدمرة وإمكانية محدودة للحصول على الغذاء، والمياه، والمأوى، والرعاية الصحية، والتعليم. كما أن تفشي فيروس كورونا وضع نظام الرعاية الصحية المدمر في المنطقة تحت ضغط هائل، ما زاد الخطر على المدنيين.

 

أي استئناف للقتال سيعرض المدنيين لهجمات متجددة بالأسلحة المتفجرة، وخطر إضافي بسبب فيروس كورونا، ما قد يؤدي إلى نزوح جماعي مع عواقب إنسانية كارثية. قالت هيومن رايتس ووتش إن النازحين قد يسعون إلى عبور حدود سوريا الشمالية، إلا أن القوات التركية قد صدت سابقاً طالبي اللجوء، وأطلقت النار عليهم، وأعادتهم قسراً.

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard