info@suwar-magazine.org

انتهاكات وجرائم حرب ترتكبها القوات التركية بحق مدنيي رأس العين وتل أبيض في سوريا

انتهاكات وجرائم حرب ترتكبها القوات التركية بحق مدنيي رأس العين وتل أبيض في سوريا
Whatsapp
Facebook Share

 

يبكي ويصرخ "إنه مؤلم.. أبي .. جسدي يحترق" صرخات الطفل محمد تدوّي أثناء تنظيف حروقه الناتجة عن القصف التركي على بيته في رأس العين، وتهوين من ذويه حوله عليه ليتسنى للأطباء تنظيف حروقه التي وصفوها "بالخطيرة" ومحاولة معالجتها، وتظهر فيديوهات وصور بثها ناشطون من داخل رأس العين ليلتها أن القصف كان عشوائياً.

 

الطفل محمد كان قد نزح من كوباني إلى بلدة رأس العين ناجياً بحياته وذويه من هجوم داعش عليها قبل عامين، ليتلقى مجدداً قنابل القصف التركي على البلدة، وينزح مرة أخرى إلى القامشلي لكن بحروق جلدية "خطيرة" هذه المرة.

 

لم يكن محمد هو الوحيد الذي احتمى برأس العين هرباً من داعش، ولا الوحيد الذي تلقى تلك القنابل، فقد استهدف القصف العشرات من المدنيين، فأفقد 62 مدنياً حياتهم، وجرح 177 بحسب الهلال الأحمر الكردي  منذ بداية الحملة العسكرية إلى الآن على المناطق الواقعة شرقي الفرات.

 

كانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت تقريراً بعنوان" أدلة دامغة على جرائم الحرب، وغيرها من الانتهاكات التي ارتكبتها القوات التركية، والجماعات المسلحة المتحالفة معها" أفاد بأن "القوات العسكرية التركية، وتحالف الجماعات المسلحة السورية المدعومة من تركيا، قد أبدت ازدراء مشيناً لحياة المدنيين؛ حيث ارتكبت انتهاكات جسيمة وجرائم حرب، بما في ذلك القتل العمد، والهجمات غير القانونية التي قتلت وجرحت مدنيين؛ وذلك خلال الهجوم على شمال شرقي سوريا."

 

قال كومي نايدو، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية: "لقد أدى الهجوم العسكري التركي على شمال شرقي سوريا إلى تدمير حياة المدنيين السوريين الذين أجبروا مرة أخرى على الفرار من ديارهم، والعيش في خوف دائم من القصف العشوائي وعمليات الاختطاف، وأعمال القتل الميداني. إن القوات العسكرية التركية وحلفائها أبدوا ازدراء صارخاً لأرواح المدنيين، وشنوا هجمات مميتة غير مشروعة في المناطق السكنية قتلت وجرحت مدنيين". 

 

اقرأ المزيد:

مجزرة مروِّعة بحقِّ المدنيين في مدينة رأس العين جَرَّاء استهدافهم بالطيران التركي

 

نزح إلى الآن أكثر من 300 ألف مدني بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. تحولت 42 مدرسة في مدينة الحسكة إلى مراكز إيواء تحوي نحو ٢٥ ألف نازح، وهناك ٣٠ ألف نازح في الطرقات، كما أن هناك من احتمى بمنازل الأقرباء من أهالي الحسكة بحسب مكتب شؤون المنظمات الإنسانية في إقليم الجزيرة.

 

قال عدنان حسن وهو صحفي من رأس العين لـ مجلّة صُوَر "الأعداد بازدياد فبسبب اقتراب القصف منهم، وبسبب عدم تواجد لأي من القوات الكردية لديهم، نزح باتجاه الحسكة مدنيو قرى تبعد عن رأس العين 10 كم شرقاً".

 

أفادت مصادر من داخل إقليم كردستان العراق بوصول 5 آلاف نازح للآن دخلوا بطريقة غير شرعية إلى الإقليم، قال جوان يوسف الذي وصل إلى الإقليم اليوم لـ مجلَّة صُوَر إن الإدارة الذاتية لا تشجع النازحين على الخروج، ولذلك تشدد على المعابر بين سوريا والإقليم، لكن الناس يجدون طريقة للعبور، رغم أنها غير شرعية، وأوضح "عليك أن تجد مهرباً يأخذ 700 دولار للشخص الواحد، الطريق صعب جداً، لكن عند الوصول توجد وفود من البيشمركة لأخذ النازحين الى نقطة تَجمُّع تابعة للأمم المتحدة يأخذ فريق تابع لها أسماء الوافدين، ويؤمِّن لهم أماكن النوم والطعام والأدوية، ومستلزمات الأطفال، وفي اليوم التالي يحضرونهم إلى المخيم، وهنا منظمات دولية تعمل للمساعدة".

 

أما داخل الحدود السورية فيقول المنسق العالم للهلال الأحمر الكردي كمال درباس لـ مجلة صور "لا مساعدات وصلت إلينا حتى الآن. كل الأرقام التي يُعلن عنها من قبل الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية على أنها للمساعدات هي للإعلام فقط لا يصلنا منها شيء، ولا زال الاعتماد الأكبر على المنظمات المحلية ومساعدة الأهالي".

 

الأصوات تعلو من الداخل إما ألماً من الجروح التي خلَّفتها القذائف، أو على فقد عزيز سلبت منه الحياة، أو على بيوت تركوها لا يعرفون إن كان لهم عودة إليها أم لا، والمجتمع الدولي في إصرار تامٍّ وواضح على صم آذانه عن أصواتهم، وإغماض عينيه عما يجري لهم.

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard