info@suwar-magazine.org

كيف غيّرت الحرب أحلامَ الشباب في سوريا

كيف غيّرت الحرب أحلامَ الشباب في سوريا
Whatsapp
Facebook Share

 

 

الحرب.. التي بدأت باسم (ثورة) محمّلة بأحلام لشباب طامح بتغيير واقع ضاق بهم، لكن سرعان ما تحوّلت هذه الأحلام لكوابيس تلاحقهم وتضيّق السبل عليهم أكثر، وبحسب من التقتهم مجلّة صور لتستطلع آراءهم حول التغيير الذي أحدثته الحرب في حياتهم أظهروا استياءهم، فمنهم من فقد عمله ومهنته، ومنهم من كان في سن الدراسة فضاعت حياته الدراسية بسبب القصف والنزوح ومنهم من فقد أعزّاء برغم وجود من رأى إيجابيات في هذا التغيير.

 

حرمان من الدراسة:

 

فقد الكثير من الشباب دراستهم خاصة في المناطق والمدن الساخنة التي شهدت القصف والتدمير خلال سنوات الحرب ما أجبر الكثيرين على ترك مناطقهم والنزوح او اللجوء إلى دول الجوار. والدراسة التي تعتبر أول درجة في سلم تحقيق الأحلام لدى الشباب، بفقدانها يضيع المستقبل كما يصف أحمد البكور 31 من محافظة إدلب   يقول أحمد "غيرت الحرب من حياتي بشكل كبير، توقفت عن الدراسة، تزوجت مبكراً، ضاع مستقبلي المهني، ولا أستطيع تأمين أدنى متطلبات الحياة، ولكن نحاول أن نتأقلم بشكل أو بآخر".

 

تسنيم دحنون 21 سنة من إدلب فقدت العديد من الأقرباء والأهل نتيجة القصف المتكرر على مدينتها  كما أثر النزوح على متابعتها للدراسة تقول تنسيم "أنا اليوم لا مستقبل واضح لي".

 

التحولات التي جرت في سوريا على أثر الحرب لم يسلم منها أحد وكانت فئة الشباب الأكثر تضرّراً من هذه الحرب  التي غيرت مسارات الحياة، ومستقبل الكثير منهم بشكل جذري، فيما أثر على البعض بشكل جزئي.

 

 نيرمين داده 24 سنة من حلب، واحدة من أولئك الذين أثرت الحرب على دراستهم تقول نيرمين " تأخرت عن دراستي بسبب التهجير الذي تعرضت له، كما أنه لا يوجد فرص عمل للشباب فأصبح الوضع المادي سيئاً، أصبحت تكلفة الدراسة في زمن الحرب مرتفعة جداً، والقصف والنزوح أثر على الطموحات التي وضعتها وكنت أعمل عليها".

 

وعن أثر الحرب على محمد عساكرة 23 سنة من محافظة درعا فيقول: "اضطررت للهجرة خارج البلاد بسبب الحملات العسكرية للنظام السوري على درعا، وتوقفت عن الدراسة، ولا أملك أي شهادة أو أوراق ثبوتية تثبت لأي مستوى وصلت في دراستي، عاطل عن العمل حالياً بسبب قوانين اللجوء في البلدان المجاورة لسوريا، وفقدت الاستقرار في حياتي بشكل كبير".

 

عدم الاستقرار كان من أكبر الأسباب التي أثّرت على متابعة الشباب لدراستهم، وجعلتهم يتوجهون إلى العمل في مجالات لم يكونوا يتوقعونها، يروي عبد المحسن حميدي 22 من محافظة حماه قصته مع الحرب وعدم الاستقرار حيث أُجبِر على ترك دراسته للعمل في توثيق القصف الذي كانت تتعرض له منطقه، يقول عبد المحسن "تبددت كل أحلامي بسبب عدم وجود استقرار في الحياة بعدما تعرضت للتهجير بسبب مواقفي المعارضة للنظام السوري وأنا اليوم أسكن على الحدود السورية التركية".

 

ومنهم من كان على أبواب التخرج واضطر للتوقف عن المتابعة كطاهر طرشة 29 عاماً من محافظة إدلب ما أثر أيضاً على حالته النفسية وصعوبة إيجاد عمل.

 

يرى طاهر بأن الحرب غيرت حياته بشكل كبير، حيث يقول: "حالتي النفسية أصبحت سيئة جداً بسبب الحرب، تركت دراستي الجامعية أنا على أبواب التخرج، وأجد اليوم صعوبة في الحصول على عمل، كما أنني خسرت الكثير من الرفاق والأصدقاء بسبب الحرب والهجرة والوضع الأمني السيء".

 

ومثلهم آية جاروخ 19 عاماً من محافظة حماه التي عبرت بـ" أشعر أن طفولتنا ضاعت بسبب الحرب وأحلام المستقبل التي كنا نحلم بها ونحن أطفال تبددت، كما أن الوضع المادي المتردي الذي وصلنا بسبب الحرب إليه جعل الحياة صعبة".

 

تأثير الحرب على العمل والمعيشة:

 

أجبرت الحرب الناس في سوريا على ترك دراستهم وبيوتهم والنزوح أو اللجوء إلى دول الجوار بحثاً عن الأمان والاستقرار أجبرتهم ايضاً على ترك أعمالهم ومعيشتهم فمنهم من اضطر إلى ترك عمله وإيجاد عمل آخر فرضته ظروف الحرب عليه، ومنهم من أجبر على تغيير مهنته والبحث عن مهنة أخرى.

 

 

تحدث فريد محلول 25 سنة من محافظة إدلب لمجلّة صور عما فعل الحرب، وما التغييرات التي فرضتها الحرب على مسار حياته قائلاً: "غيّرت الحرب مسار حياتي بشكل كبير، كنت أعمل في محل بيع للسيارات، مع بداية الحرب انتقلت للعمل الإعلامي لتوثيق الأحداث التي حدثت في مدينتي، والقصف الذي كانت تتعرض له، وفي أيار/ مايو الماضي طال القصف بيتنا، واستشهدت عمتي، واضطررنا بعد فترة قصيرة للنزوح من مدينتنا، ونزحنا للحدود السورية التركية، ما أدى لحالة من عدم الاستقرار".

 

من جانبها تحدثت آمنة كردي 23 سنة من إدلب عن عدم الاستقرار، وقلة فرص العمل ما يمكن أن تؤدي إليه من تدهور في الصحة النفسية، فتقول "أصبحت حالتي النفسية سيئة، بسبب قلة فرص العمل للشباب، وعدم الاستقرار الذي نشعر به وقلة الأمان، والخوف من المجهول، كما أن النزوح الذي تعرضنا له أكثر من مرة أثر بشكل كبير على الاستقرار ومتابعة الحياة".

 

الحرب والنزوح أجبرت الكثير من الشباب على ترك الوظائف والمهن التي كانوا يعملون بها، كما أجبرت محمد معراتي 35 سنة من محافظة حماه على ترك عمله كمدرس بسبب قصف المدارس والتهجير الذي تعرض له أبناء منطقته، يصف محمد وضعه بقوله "كمئات الآلاف من السوريين اضطررت للنزوح، وترك مسقط رأسي بسبب الحرب والمعارك الدائرة في سوريا، أيضاً وبسبب الوضع الاقتصادي السيء الذي صنعته الحرب، تأخرت بالزواج وتأسيس الأسرة".

 

ومثل من سبقوه يرى رمز الدين الشيخ علي 20 سنة من اللاذقية أن الحرب جعلت الحياة أكثر صعوبة بسبب قلة العمل والحالة المادية الصعبة يقول رمز "الحالة المادية أصبحت متردية، وتراجعت في الدراسة بسبب مصاعب الحياة، كما أنني في بحث دائم عن العمل ضمن قلة فرص العمل للشباب في المنطقة التي أقيم بها".

 

الحرب أفقدت آية صابرين 20 سنة من إدلب الكثير من الأشياء كما أفقدتها صديقتها وخالتها والعديد من أقاربها، كما تعثرت في دراستها بسبب النزوح المتكرر تقول آية: "أصبحت بحالة نفسية سيئة بسبب فقدان الأقارب "

 

الوجه الإيجابي:

 

برغم المآسي التي تسببت بها الحرب لفئة الشباب في سوريا، وبرغم المعاناة التي عاشوها، هناك من رأى وجهاً إيجابياً للحرب مثل فرح مرضعة 20 سنة، وهي من محافظة إدلب.

 

تقول فرح "غيرت الحرب من حياتي بأنها فتحت أمامي أبواباً كالهجرة من البلد، تطورت العديد من الأفكار والآراء التي لم تكن موجودة قبل الحرب، اتسعت مداركنا وأصبحنا نرى الأمور من منظور آخر".

 

من جانبها ترى دلع كلاوي من محافظة حلب أن الحرب صنعت منها شخصاً قوياً تقول دلع "نزحنا من بيوتنا ومجتمعاتنا إلى المجهول، وفقدت العديد من الأصدقاء والأهل، وأصبح العمل خياراً إلزامياً بدل التعلم والدراسة، هناك خوف دائم من الموت، إلا أنني أعتبر هذا الشيء إيجابياً، فالحرب جعلت مني شخصاً أقوى وأفضل.

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard