(أيام الفن والثقافة الكرديّة) في برلين تجمع السوريين
الصور من المصور الفوتوغرافي سعد ياغي
لمدة ثلاثة أيام، كانت برلين على موعد مع أنغام الموسيقى وألوان اللباس التقليدي الكردية، في فعاليات "أيام الفن والثقافة الكردية" التي انطلقت في 27 ايار /مايو 2022 في مركز موزاييك الثقافي الفلسطيني في برلين، من خلال العديد من العروض الثقافية والفنية ومحاضرات وعروض أزياء فلكلورية.
جاءت فعاليات الفن والثقافة الكردية بمبادرة من مجموعة من الشباب الكرد السوريين بمساعدة فلسطينيين وسوريين مستقلين، وشهدت الفعاليات حضوراً لافتاً من الجالية الكردية والسورية في برلين.
وبحسب القائمين على تنظيم الفعاليات فقد كان هناك تفاعل كبير، فقد تنوّع الحضور بين فلسطينيين وسوريين وعراقيين وألمانيين وأتراك، بالإضافة إلى الجنسيات من البلدان التي لها جاليات في العاصمة الألمانية برلين.
الثقافة والفنون تبني الجسور بين المجتمعات
يحاول القائمون على تنظيم هذه الفعاليات تجسير الهوة التي خلفتها الحروب والسياسة بين المجتمعات من بوابة الفن والثقافة، يقول يوسف عيسى عضو اللجنة المنظِّمة لأيام الفن والثقافة الكردية: "إن الهدف الأول من هذه الفعالية هو التقارب بين الكرد والعرب بالدرجة الأولى، وبالتأكيد وباقي الشعوب أيضاً، وذلك من بوابة الفن والثقافة، لأن الحروب والسياسات أحدثت شرخاً كبيراً بين المكونين، فالفن والثقافة عاملان للتقارب والتعارف أكثر".
ويضيف عيسى: "الهدف الآخر هو التعريف بالفن والثقافة الكردية من خلال المحاضرات والروايات والشعر والأفلام السينمائية والفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي والموسيقا والغناء والمكتبة الكردية سواء باللغة الكردية أو العربية أو لغات أخرى وحتى المطبخ الكردي والزي التقليدي الكردي كان حاضراً".
فعاليات أيام الفن والثقافة:
يوضح الفنان التشكيلي الكردي خضر عبد الكريم وهو أحد المشاركين في الفعاليات الفنية، حيث شارك في معرض الفن التشكيلي بــ 10 لوحات "يمكن لهذه التظاهرة الثقافية والفنية أن تشكل جسر عبور من أجل تعريف الشعوب الأخرى بالفن والثقافة والفلكلور الكردي، كما يمكن لها أن تقرب بين شعوب المنطقة التي تتشارك في قيم وثقافات متشابهة".
إلى جانب المعرض التشكيلي ضمت الفعاليات معرض صور للباس التراثي لأبناء منطقة الجزيرة من كرد وعرب وسريان آشوريين للمصور الفوتوغرافي رودي طحلو. كما تم عرض نماذج للزي الكردي التقليدي للمصمم هجار شيخموس، وآلات موسيقية كردية وشرقية مقدمة من سالار للموسيقا. إضافة إلى عرض وبيع لنبيذ كوباني الذي تنتجه شركة هفال عقيل. ومعرضاً للكتب نظمته مكتبة شانا تضم حوالي 500 عنوان باللغة الكردية، وعشرات العناوين عن الكرد باللغة العربية. وعلى هامش المعرض قامت مجموعة من طالبات من جمعية كردية بعرض وبيع للإكسسوارات والشالات الكردية خلال أيام المهرجان. ورافق الفعاليات عرض فيلمين باللغة الكردية هما "رشه با" و" بيكس" وتوقيع عدد من الكتب لأدباء وشعراء كرد.
التفاعل على وسائل التواصل
حققت فعاليات أيام الفن والثقافة الكردية نجاحاً فاق توقعات القائمين على تنظيمه، ما دفعهم للتفكير والتخطيط ليكون مهرجان العام المقبل أكبر، وأشمل ليكون تظاهرة سنوية للكرد في برلين، يقول أحد أعضاء اللجنة التنظيمية "ما سمعناه وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى لسان كل من حضر الفعاليات كان إيجابياً للغاية، وفاق التوقعات، وبشكل عام كان لها صدى كبير وتمت تغطية الفعاليات من قبل العديد من وسائل الإعلام.
وقد تفاعل الكرد والعرب السوريين مع فعاليات التظاهرة على وسائل التواصل الاجتماعي حيث كتب الصحفي علي نمر على صفحته على الفيسبوك عن أهمية هكذا نشاطات في تشكيل الهوية الثقافية وقدم الشكر للقائمين "تحية وتقدير للقائمين على #أيام_الفن_والثقافة_الكردية في برلين، التحية تأتي أولاً لنجاح الفعالية، وثانياً لدور هكذا نشاطات في تشكيل #الهوية_الثقافية المجتمعية والمكانية، النابعة من #الهوية_الوطنية كأساس لتميز الشعوب عن بعضها، وهنا بالذات أهمية وعمق الرسائل التي توجهها، وثالثاً رمزية ارتداء #اللباس_الكردي_التقليدي سواءً من قبل المنظمين أو بعض الحضور، ورابعاً دور كل ما تم ذكره آنفاً في #تعزيز_الوعي_الثقافي المجتمعي الكردي، كنواة للحفاظ على الهوية الوطنية.