الكوليرا.. الكابوس الذي داهم حياة آلاف السوريين في 2022

منذ إعلان اكتشاف الحالة الأولى في 6 أيلول / سبتمبر 2022، انتشرت الكوليرا في جميع المحافظات في سوريا، مما أضاف فصلاً قاتماً آخر من المعاناة الإنسانية في البلد مزقته الحرب.

قالت منظمة الصحة العالمية: "تم الإبلاغ عن أكثر من 52013 حالة كوليرا مشتبه بها و98 حالة وفاة في جميع أنحاء سوريا، بين 25 أغسطس و26 نوفمبر 2022، مع تسجيل أعلى الأرقام في دير الزور والرقة، وحلب، وإدلب، والحسكة. أبلغت المخيمات التي تستضيف النازحين داخلياً عن أكثر من 2100 حالة.

وفاة 100 شخص وإصابات الآلاف بسبب الكوليرا

في إحاطته في جلسة لمجلس الأمن التي عقدت يوم الأربعاء21 كانون الأول/ديسمبر 2022 أشار السيد مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ إلى أن عام 2022 شهد أيضا عودة الكوليرا إلى الظهور لأول مرة منذ 15 عاماً، بسبب الضغط الشديد الواقع على النظام الصحي.

وقال غريفيثس "تحدث فاشيات الكوليرا عادة في المجتمعات التي تكافح من أجل الحصول على المياه الصالحة للشرب وفي أماكن أخرى. تضررت البنية التحتية للصحة العامة والصحة العامة بسبب النزاعات أو الكوارث الطبيعية".

وأفاد المسؤول الأممي بأن هناك حوالي 62 ألف حالة يشتبه بأنها كوليرا حتى 18 كانون الأول/ديسمبر، فيما توفي 100 شخص بسبب المرض.

أدت أكثر من 11 عام من النزاع إلى تدمير البنية التحتية في سوريا وخدماتها المدنية، بما فيها مرافق الرعاية الصحية وأنظمة المياه والصرف الصحي وشبكات الكهرباء. تقدر الأمم المتحدة أن ثلثَي محطات معالجة المياه في سوريا، ونصف محطات الضخ، وثلث أبراج المياه في سوريا تضررت منذ العام 2011.

ويمثل النقص الحاد في العاملين في مجال الرعاية الصحية تحدياً، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فرّ 70% من العاملين الصحيين من البلاد.

وتعرّضت الكوادر الطبية طوال سنوات الحرب إلى التضييقات مثل الاعتقال والاختفاء وغالباً ما تكون القوات الموالية للحكومة مسؤولة عن الهجمات التي تستهدف العاملين الصحيين كالأطباء والممرضين والمرافق الطبية.

تقول الدكتورة إيمان الشنقيطي، القائمة بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا: «ما زال ما يقرب من 30% من جميع المرافق الصحية العامة في سوريا متوقفة عن العمل وغير قادرة على تلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة». "والشعب السوري يحاول جاهداً منذ سنوات للبقاء على قيد الحياة فحسب، وتهديد الكوليرا كابوس غير مرحب به يطارد الملايين".