ستشعرين بالاكتئاب بعد الولادة وتكرهينني

لا بد أن يأتي اليوم الذي سألتقي فيه بالفتاة التي سأحبها وأتزوجها وأنجب منها أطفالاً، وفي حال لم يأتِ هذا اليوم سأكون حزيناً للغاية لأنني لم أحظَ بفرصة في هذه الحياة لخوض واحدة من أعظم التجارب وأجملها في هذه الدنيا، خاصة أنني شخص يحب أن يجرب ويستكشف كثيراً، بغض النظر عن النتائج التي سأحصدها.
أعرف أن الزواج ليس بالفردوس كما يظن البعض أنني أتخليّه، وأعرف كل مخاطر هذه التجربة وتعبها وفرحها على الأصعدة كافة، ولكن لدي رغبة في أن أجرب وأصل إلى النتائج - كل النتائج بعد تجربتي وليس بناء على كلام الآخرين وتجاربهم. مما لاشك فيه بأن تجارب الآخرين مُهمّة ويجب الاستفادة منها ولكن أنا شخصياً من النادر أن أتعلم من تجارب الآخرين، وللدقة أكثر لا أحب أن أتعلم من تجارب الآخرين فيما يخص قضايا مصيرية مثل الحب والزواج وما شابه.
أرغب في أن ألتقي بتلك الفتاة التي يُفرِحها سماع كلام الغزل، لأنني ببساطة أحب أن أغازل، ويمتعني أن أنقل لها مشاعري من خلال الكلمات كأن أقول مثلاً: الحياة هي القليل من الأوكسجين الذي يدخل إلى الرئتين ويخرج، ومن دونه نحن موتى! أنتِ وأنا لنا حصَّتنا من هواء هذه البلاد، ياااااه كم أشعر بالسعادة حين أفكر أنني أتقاسم معك هذا الهواء!
الأصدقاء الذين هاجروا لهم حصة أيضاً من هواء بلادهم... حين أخبرت صديقي المهاجر بذلك قال: خذ حصتي وأنفقها كما تشاء! الآن لدي حصّة صديقي من الهواء سأتقاسمها معكِ؛ لك الثلثان من حصّة صديقي. لماذا الثلثان؟! لأنك أجمل مني، وحين أحببتني شعرت أنني الأكثر حظاً بين الرجال، ولأنك وفيرة وكثيرة كأزهار المشمش، وأنا كل ما أفعله هو الوقوف مدهوشاً أمام وفرتك، ولأن وجودك في حياتي يزيد الفرح في يومي، ولأني أشعر بالأمان والراحة معك.
اقرأ أيضاً:
وحين تكون مزاجية تلك الحبيبة، معكرة وغائمة، سأقول لها:
أحب البدايات؛ بدايات الحب وفصول السنة وبدايات الأغاني القديمة، وبشكل خاص التي لحنها بليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب، وأفرح في كل مرة أسمع فيها كلام عبد الحليم حافظ في بداية أغنية "زي الهوى" حين يقول: "دي لوقتي "زيّ الهوى"، كتب كلماتها الأستاذ محمد حمزة، ولحّنها موسيقارنا الشاب الأستاذ بليغ حمدي، وطبعاً حتقولها معايا الفرقة الماسية بقيادة الأستاذ أحمد فؤاد حسن".
الانجذاب نحو شخص ما هو بداية، الشعور بأن هذا الشخص يبادلك الانجذاب هو بداية. أول نظرة أربكتنا بداية، أول لمسة من دون قصد بداية، وأول "بوسة" بداية... وحبي لك بداية، وقبولك بأن تتزوجيني هو أجمل البدايات.
حين ستقول لي "أنا حامل" وهي تضع يدها الناعمة الجميلة على بطنها سأشعر بالفرح؛ لأن هناك بداية لحياة جديدة في أحشائها. ولأن الحمل والإنجاب منهكان نفسياً وجسدياً ويرافقهما كثير من التعب، سأقول لها:
حين تلدين ابنتنا ستتعبين وتشعرين بالاكتئاب ويترهل بطنك، ولن يبقَى مقاس خصرك على حاله لذلك لن ألومك إن كرهتني وقررتِ الذهاب إلى منزل أهلك لبضعة أيام، بالطبع سيؤلمني ذلك ولكني سأتفهمه وأعذرك، وفي الليل سأبعث لك رسالة تقول:وجهك في الصباح حقلُ عبادِ شمسٍ تفتَّح منذ قليل، أحب وجهك وزهور عباد الشمس.
أنا الآن في طريقي إلى منزل أهلك اِرمي بعضاً من شاماتك فوق سماء هذه البلاد كي تضيء كل الطرقات، وأعدك قبل طلوع الفجر أنني سألملم شاماتك وأحضرها إلى شباك الغرفة وأزقزق إلى أن تستيقظي ثم أحملك بمنقاري إلى بيتنا لنلعب الشطرنج، سأخسر متعمّداً أمامك من أجل أن أرى ابتسامة النصر على وجهك، وتقولي لي: "الخسران عليه الجلي ونشر الغسيل لمدة أسبوع" ونضحك.
الحياة لعبة أيضاً ألعبها "أعيشها أتشاركها" معك بهدف المتعة والتسلية لا لأفوز بشيء آخر... وكل الخسائر أمامك مجرد تفاصيل ثانوية؛ لأن نصري العظيم هو اختيارك لي شريكاً في هذه الحياة.
بعد كل ولادة ستكرهينني وتذهبين إلى بيت أهلك، وسأسعى مثل أي شعب يناضل لتحرير وطنه أن أعيدك مستخدماً كل ما أملك من حب ورغبة بأن نبقى معاً، ولن أهتم بحجم خسائري لأنني أحبك.
في كل مرة ستذهبين فيها إلى بيت أهلك لأنك زعلانة مني من دون أي سبب واضح بالنسبة لي ولك! سأضع خططاً في غاية الرقة واللطف لأستردّك رغماً عن كل الهرمونات الأنثوية على هذا الكوكب والكواكب المجاورة.