info@suwar-magazine.org

حين بكى العالم إسرائيل ونسِي مهسا أميني

حين بكى العالم إسرائيل ونسِي مهسا أميني
Whatsapp
Facebook Share

 

عندما خرج الإيرانيون يهتفون لاسم مهسا أميني، لم تكن التظاهرات مجرد لحظة غضب، بل كانت إعلانًا عن نهاية الصمت في وجه نظام ديني قمعي متغوّل في لحم البلاد وإرادتها وقد حكم البلاد منذ أكثر من أربعة عقود.
خرج الشباب والنساء، وجوههم مكشوفة، وهتافاتهم تتحدى، لكنّ شيئًا ما كان مفقودًا:

ـ العالم.

لم يحضر "المجتمع الدولي"،  ولم تُفتح أبواب الأمم المتحدة لنداءات المتظاهرين.. لم تُفعَّل العقوبات بسبب القمع، ولم تتحرك الآلة الإعلامية الغربية دفاعًا عن قيم الحريات.
ـ ىتُرك شباب طهران والمدن وحدهم .

ثم، فجأة، تغيّر كل شيء.

عندما استُهدفت إسرائيل، وأعلنت أن إيران تقف خلف تهديد وجودها، استيقظ الضمير الدولي.
عواصم العالم الغربي أعلنت تضامنها الكامل.. بدا كما لو أن الجميع، من واشنطن إلى برلين، قد اكتشف فجأة أن نظام الملالي في طهران خطر على "السلام الدولي"، وشرعت الدعوات لإسقاطه، لا لأنّه استبدّ بشعبه، بل لأنه أصبح مشكلة إسرائيلية.

ما الذي يُفهم من ذلك؟

 

اقرأ أيضاً:

                  

    يوم تُشنق الحريات يحضر السؤال: هل الله يريد منا أن نفكر، أم نطيع فقط؟

                                

     ما بعد اللفافة الأولى.. لحظة تداهمك "الحكمة"، يعني "سلامات".. هنا نهايتك

 

 

 أن العالم لا يتحرك لأجل الشعوب، بل حين يهدد نظام ما معادلات القوة
وهذا ما حصل بالضبط.
لقد أصبحت الأصولية الإيرانية "شيطانًا" لأنها اصطدمت بجدار المصالح الغربية، أما قبل ذلك، فقد كانت قابلة للاحتواء، وغالبًا ما تم التفاوض معها على ملفات النفط والنووي والاستقرار الإقليمي.

ما يكشفه هذا المشهد هو أن الصراع لم يعد بين قيم الحرية والاستبداد، بل بين أصولية وأخرى، وأن الشعوب تُهمّش دائمًا ما لم تُستخدم كورقة ضغط في مائدة تفاوض أو حرب باردة.

أين كانت مهسا حين كان العالم حليفاً للصمت؟

 

مهسا أميني" — الفتاة الكردية التي تحولت إلى أيقونة — لم يُبكِ موتها العالم كما بكى على إسرائيل.
لم تُخصَّص لها خطابات في مجلس الأمن، ولم تُحشد لأجلها الجيوش
لكن حين تعرّضت إسرائيل لـ "وهم الخطر"، أصبحت إيران مشكلة تستحق الاجتثاث.

إنها صورة صارخة عن عالم يتعامل مع الكرامة الإنسانية بميزان مزدوج
يتعاطف حين يكون ذلك في مصلحة الكبار، ويصمت حين تكون الكرامة هامشية، أو "غير قابلة للتوظيف".

النتيجة؟


شعوب المنطقة تُسحق بين مطرقة أنظمتها وسندان نظام عالمي لا يأبه فعليًا بقيم العدالة إلا حين تخدم موقع القوة.

ما حدث بين خذلان مهسا أميني وتضامن العالم مع إسرائيل ليس مجرد مفارقة، بل درس أخلاقي مرّ.

هو يستدعي سؤالاً عاريًا من الزينة اللغوية:

متى يتوقّف العالم عن انتقاء ضحاياه، ويتوقف عن استخدام الحرية كأداة للضغط فقط؟
ومتى تصبح كرامة الشعوب، وحدها، سببًا كافيًا للتحرك؟

 

ألا تستدعي المفارقة أن تقودنا إلى السؤال (أو ربما إلى الغضب)، وقد أخذنا علماً بأننا لسنا سوى خردة بشرية في طريقها إلى مستودعات الحاخامات.

 

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard