الترياق والعرس "السوري"

الترياق ما يستخدم من دواء مضاد للسموم لإبطال مفعولها، فلكل سُمِّ ترياق مضاد يبطل مفعوله ويخفف من آثاره الضارة كما الكثير من الأدوية التي تستخدم لعلاج الأمراض ومنها المزمنة مثل الضغط والسكر، ولكن هل ينفع على سبيل المثال تناول حبوب الضغط إذا استمر المريض بتناول أطعمة ترفع من الضغط كما الملح؟
كذلك البناء على أساس هش أو فاسد مصيره إلى خراب أو انهيار عاجلاً ام آجلاً، فلمَ كل هذه المقدمة وما علاقتها بالعرس السوري؟
بالتأكيد كان ومازال سقوط النظام السوري واندحاره خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن هل هذا كاف؟ وحتى لا أطيل عليكم سأنتقل مباشرة الى النتيجة وزبدة الحديث.
إنَّ كل تقدم وازدهار في المشرق لا معنى له ولا فائدة ما لم يتم ابطال مفعول السم؟
فكلها، أي دول المشرق، من لبنان الى سوريا والعراق ضمنا الأردن وفلسطين كيانات مصطنعة، صممها المستعمر لمصالحه الخاصة والتي هي بالضرورة لا تخدم مصالحنا، والتمسك بها وبحدودها والتغني بالانتماء لها وتعزيز هذا الانتماء، من قبيل انا سوري يا نيالي، والأردن أولاً، والعراق فوق كل انتماء...الخ
اقرأ أيضاً:
خطأٌ فادح تقع فيه شعوب المنطقة وحكوماته واحزابها، وحتى مفكريها وكتَّابها، لأنه بمثابة لباس لا يناسب المقاس.
لقد ظهرَ، سابقاً، في عالمنا العربي، مشاريع عدة لإبطال مفعول السم، سم سايكس بيكو، منها من قضي عليه قضاء مبرماً ومنها في طريقة لملاقاة نفس المصير...
وقد قالت العرب سابقا الأمور بخواتيمها ومن يضحك أخيرا يضحك كثيراً، فمن الذي يضحك الآن كثيراً، أليست إسرائيل، التي عملت جاهداً، بطرق مباشرة وغير مباشرة، على ابتلاع فلسطين وتدمير لبنان ومن ثم العراق ولاحقا سوريا، وقد جاء مؤخرا تصريح نتنياهو ليؤكد ذلك حين قال: لقد وجدنا العالم العربي متحد ضدنا عند قيام دولة إسرائيل، ولكننا نجحنا في تفريقه وتمزيقه.
وسواء اتفقنا أيدلوجيا مع المشاريع التي ظهرت في العالم العربي للفكاك من قيد سايكس بيكو، مثل مشروع أنطون سعادة ومن بعده مشروع حسن البنا وحتى ميشيل عفلق أو اختلفنا، إلاَّ أنها كانت بمثابة الترياق للتخلص من سموم سايكس بيكو، فدولة كبيرة ومتحدة في المشرق وإنْ كانت مستبدة أقل ضرراً من وجود دويلات صغيرة عاجزة ومتناحرة كما هو الحال الآن، الكل يلعب بها كما الكرة بين أقدام اللاعبين، أمْ أنَّ لكَ رأياً آخر عزيزي القارئ؟