info@suwar-magazine.org

الحرائق تلتهم محاصيل السويداء ومحميتها الطبيعية ( الضمنة)

الحرائق تلتهم محاصيل السويداء ومحميتها الطبيعية ( الضمنة)
Whatsapp
Facebook Share

 

 

شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا هذا الشهر حرائق طالت مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية والأحراج والأشجار المثمرة والمعمرة، ما أدى لخسارة المزارعين آلاف من الدونمات من محاصيلهم.

 

سهيل نفاع الموظف في المصالح العقارية قال لـ مجلّة صُوَر بأن عدد الحرائق بلغ  157حريقاً طالت حوالي 800 دونم من الأراضي الزراعية، وفيها محاصيل حقلية وأشجار حراجية وأعشاب يابسة، وأكبر هذه الحـرائق الذي استمر أكثر من عشر ساعات نشب في محمية الضمنة رئة السويداء الوحيدة.

 

الضمنة هي محمية طبيعية صعبة التضاريس، تمتد بين قنوات والسويداء إلى ظهر الجبل شرقاً وتبلغ 6531 دونماً، وتضم أشجاراً حراجـــية من السنديان يتجاوز عمرها 300 عام، وأشجاراً من "البطم الأطلسي" المعمرة التي تستمر بالرغم مـــــن تشقق سيقانها في الحفاظ على اخضرارها إضافة لأشجار البطم والملول، وشجيرات حراجية منهــــــا الزعرور والإجاص البري واللوز والسماق وعشرات الأنواع من النباتات الطبية كالبابونج والقراص والزعتر، وهي أنواع هامة ومطلوبة للصناعات الدوائية.

 

الحريق أتى على مساحة 500 دونم من أراضي المحمية حوالي 10 آلاف شجرة حراجية من مساحة الثروة الحراجية في محافظة السويداء التي تبلغ 12031 هكتاراً، وتعادل 2 بالمئة من المساحة العامة للمحافظة، وتقسم إلى 3376 هكتاراً للحراج الطبيعية، و4655 هكتاراً للحراج الاصطناعية، و4000 هكتار للحراج الخاصة بحسب نفّاع.

 

 لا تزال أسباب تلك الحرائق مجهولة مع وجود تصريحات متضاربة بين الرواية الرسمية التي عزت السبب لارتفاع درجات الحرارة، وبعض الأهالي الذين تغلب تصريحاتهم لـ مجلّة صُوَر على التشكيك بأن "تلك الحرائق مفتعلة، وإلا لماذا لم تشهد المنطقة أي من تلك الأحداث قبل العام الماضي وهذا العام؟"

 

اقرأ أيضاً:

 

القمح السوريّ استمرار الاستيراد... ومخاوف من رفع الدعم عن الخبز

 

يذكر مروان حسون (اسم مستعار) لمجلّة صُوَر أن السنة الماضية، وهذه السنة وجدت أهالي المنطقة أكياس حرارية عندما ترتفع درجة الحرارة تنفجر وتؤدي إلى الحرائق. وأضاف "أحد أصدقائي في قرية ذيبين استدان ثمن حبوب الشعير ليزرع 100 دونم من الشعير، وقبل أن يحصد محصوله، احترقت أرضه".

 

ويوضح حسون أن الحرائق لم تحدث إلا في الموسم الفائت، وفي هذا العام "رغم أن درجات الحرارة في الأعوام السابقة كانت أشد، وأعلى لا نذكر حدوث مثل تلك الحرائق في تاريخ وجودنا في المنطقة، نحن متأكدون من أن الحرائق متعمدة. يريدون حرق المحاصيل، وتجويع المحافظة".

 

وحسب تصريح مدير مكتب الجاهزية في محافظة السويداء مبارك سلام، أن "فرق الإطفاء في فوج إطفاء السويداء، والدفاع المدني، ومديرية الزراعة، والحراج، والمياه تمكنوا بالتعاون مع الأهالي بعد جهود متواصلة لأكثر من 10 ساعات من السيطرة على الحريق، وإخماده بعد الاستعانة بالآليات الهندسية التابعة لمديريتي الخدمات الفنية والزراعة، ومجلس مدينة السويداء لفتح مسارات من عدة محاور لتسهيل عملية دخول سيارات الإطفاء، وصهاريج المياه إلى مواقع اشتعال النيران في ظل عدم وجود طرق بالمنطقة ذات التضاريس الطبيعة الصعبة والوعرة".

 

تداول الأهالي أن سيارات الإطفاء لم تساعد في إطفاء الحرائق بل عندما طلبوا المساعدة تم تجاهل النداءات والاتصالات، وكان للأهالي الدور الأبرز في المساهمة في إطفاء تلك الحرائق واتهموا فرق الدفاع المدني بالتقصير بالقيام بواجبهم حيال ذلك.

 

الحرائق تحدث للعام الثاني على التوالي والتي قدرت مديرية الزراعة مساحة الأراضي الزراعية المحروقة في السويداء حينها بحوالي 17 ألف دونـم، حيث أضرت الحرائق بـ 3810 دونمات مزروعة بالأشجار المثمرة و4781 دونماً من المحاصيل الحقلية، منها 2477 دونم قمح و1574 دونم شعير، إضافة إلى 8233 دونماً من الأراضي الخصاب، و90 دونماً من الأراضي المقام ضمنها شبكات ري، ولم يتم تعويض المتضررين من هذه الحرائق بذريعة أنها ليست مدرجة ضمن صندوق التخفيف من آثار الكوارث الطبيعية.

 

 يتكرر المشهد ذاته هذا الموسم، وتعود الحرائق بزخـم أكبر، واتساع يشمل أغلب قرى السويداء من الجنوب حتى الشمال بالإضافة إلى الريف الغربي. وكما العام الفائت تم تقييد هذه الحرائق ضد مجهول فمن المسؤول الحقيقي عنها؟

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard