عن الروح بين رونالدو وميسي
ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلاَّ قليلا. وهذا صحيح من جهة المنطق السليم، فهو القائل: فنفخنا فيه من روحنا. فإنْ كنت من المؤمنين به فعلام لا تسأله عن الروح؟
هذا إنْ كان الأمر يعنيك، أي أمر الروح، أليس هو أقرب إليك من حبل الوريد؟ أمْ أنَّك نسيت؟
فالروح تعود لعند باريها عند الموت، كما يردد العامة، لأنها جاءت منه أساسا، وفي الآن نفسه هو أقرب إليكم من أنفسكم، فأين الروح تروح إذاًّ؟
أمَّا إنْ كنت من غير المؤمنين به، كحالك أنت عزيزي القارئ، فمن لك لتسأله عنها، هذا إنْ كان الأمر يعنيك من حيث المبدأ؟
غوغل مثلا، أمْ رونالدو وميسي على سبيل الذكر وليس الحصر، وماذا لو كان حالك كحال من لم يطل العنب، فأنكر وجوده تماما؟
اقرأ أيضاً:
وعلى هذا الإنكار قام العلم الحديث الذي تشربتهُ منذ نعومة أظفارك وقضيت بين جدرانه المادية والفكرية عقدين أو أكثر من عمرك حيث المدارس والجامعات والكتب والنظريات والقوانين والأحكام ولأنَّه كذلك، فإنَّ هذا المخطوط القصير لا يتوجه لأمثالك بل للمؤمنين به، أي بالله الذي هو على كل شيء قدير، الذي خاطبهم قائلا: أفلا يتدبرون القرآن…؟
إنَّ معظم المؤمنين به، أو من يدعون ذلك، يخافونه ويخشون منه، فإنْ كنت منهم عزيزي القارئ، فكيف لك أن تجرؤ على "رؤيته" وسؤاله عن الروح؟ وهل يسعى الخائف للقاء من يخشاه أمْ يفر منه؟ أمْ أنَّ الأمر كذلك لا يعنيك أنت الآخر؟