اليقين بين العلم والمُعين
مع انتشار العلم الحديث، بمؤسساته ونظرياته وإنجازاته، انتشر الشك وزاد، وتراجع معه اليقين ونقص، وكأنَّ ما بينهما علاقة عكسية، وكأنَّ ما بينهما لا يمت للود بصلة، هذا العلم الذين يدين بقدر ليس باليسير لفلاسفة الأنوار الذين اعتمدوا مبدأ الشك والتفكير.
وعِلْمُنا هذا يقوم على فرضية أساسية تقول بوجود انفصال بين الدارس وموضوع دراسته، فهل هذا صحيح؟ وهل هو ممكن من حيث المبدأ؟
اقرأ أيضاً:
وعلى كل حال ليس هذا موضوع مقالنا بل اليقين، فمن دونه سنبقى عالقين في دوامة الشك، الذي هو، إنْ كنتَ لا تعلم، حالة ذهنية يكون الدماغ فيها مُعلّقًا بين افتراضين متناقضين أو أكثر، يعجز عن قبول أي منها والشك على المستوى العاطفي هو تذبذب بين التصديق والإنكار، ومن هذا التذبذب يطل برأسه الارتياب وانعدام الثقة وبالتالي الخوف والقلق والعداء.
إنَّ التَّعلم في مدارسنا وجامعتنا الحديثة، سواء في الشرق أو الغرب، يقوم على التلقين بشكل أساسي، أي نقل معارف الجيل السابق للجيل اللاحق، ولكن العلم بالتلقين لا يقود إلى يقين لا من قريب ولا من بعيد، ومن دون يقين لا يظهر السلام ولا الطمأنينة في نفوس البشر، أمْ أنَّ لكَ رأياً آخر في أسباب ارتفاع مستويات العنصرية والكراهية والبغض في البلدان التي يتبوأ فيها العلم مكان الصدارة منذ زمن بعيد؟