هل الغاوون ناجون؟
عندما نكون أطفالا صغاراً نحلم بأنْ نصبح كباراً، مثل الكبار، نتحرك مثلهم بسهولة ونتحدث مثلهم بطلاقة ونحرك عضلاتنا وأعضائنا ونضعها حيث نريد وبالاتجاه الذي نريد. ولذلك غالبا ما نلاحظ فرط النشاط والكلام لدى المراهقين في تجمعاتهم، ولكن من قال لنا أنَّ العمل والتصرف على شاكله الكِبَار دليلٌ على أنَّنَا وصلنا سن النضج وأنَّنَا بلغنا؟
البلوغ تعريفا، لغويا وعلميا، يُرَكِزُ فقط على النواحي الجسدية والمادية، ولكن ما علاقة ذلك بهدف الإنسان؟
أليس البلوغ يعني فيما يعنيه بلوغ الإنسان مُرادهُ، وهل مُرادُ الإنسان هو فقط الإنجاب وممارسة الجنس وحشر أنفه فيما يعنيه وما لا يعنيه، واقتناء الممتلكات؟
اقرأ أيضاً:
وماذا عن كوارثنا وحروبنا ونكباتنا أليس سببها البالغون، أي الكِبَارَ أنفسهم، الذين أصبحنا نحن، مع الزمن، نسخة طبق الأصل عنهم؟ ومن نجا من تلك المصيدة برأيك، حيث يُقَلِّدُ فيها الطفلُ الكِبَارَ، ولكن من حيث المبدأ، من قَلَّدَ الكِبَارُ، أي ما هو النموذج الأول الذي بدأنا بتقليده؟