info@suwar-magazine.org

رفعت عطفة عِشْ أكثر، والْعبْ أكثر وافتح بيديك العاريتين بواباتٍ أكثر

رفعت عطفة عِشْ أكثر، والْعبْ أكثر وافتح بيديك العاريتين بواباتٍ أكثر
Whatsapp
Facebook Share

 

عزيزي رفعت، وأنا أقرأ سيرتك، هالني أنك أكثر من رجل يسير بقدمين عاريتين، وربما بدمعة أو دمعتين تحتفظ بهما لعزلتك، أكثر من ذلك، لم يكن لي أن أحتفظ بمسافة، أي مسافة ما بين رفعت عطفة وأبطالي، اولئك الذين فتحوا للعالم نوافذ ما كنت ولا سواي قادر على فتحها، "ابطال الكتابة" ولكل منهم أبطاله الذين نحاكيهم أو نحتجّ عليهم، أو نسعفهم باقتراح لا يأتي في أوانه من مثل "فاريوا بارغث ليوثا" و "بيته الأخضر"، أو "مانويل روخث" و "ابن لص"، وقد يقعد "دونكيشوت" في صدارة بيتنا وقد علّمنا أن الحلم بل و "الوهم" لا يستحق منا سوى أن نقتفي أثره، فـ "الوهم" قد يكون سيّداً يعتلي حصانه ويقترح علينا معاني لحياة لن تطالها أيدينا إن مكثنا في وقائعنا.

 

واليوم، بل صبيحة اليوم على وجه أكثر دقّة، يخبرني العزيز نبيه نبهان، أنك تعاني من "الوجع"، وجع ضيف حلّ بجسدك، ومن موجبات التعامل مع الضيف، أن ترفد له مساحة للحوار معه، وربما الصراع معه، وفي لحظة أخرى قبول ثقله وتحويل حضوره إلى "لعبة".. القصة بمجملها تختصر باللعب، مع أطفالنا ننمو باللعب، ومع اللغة ننمو باللعب، ومع سرير المشفى لابد وأن نزيح السرير إلى حيث نلعب، وفي لحظة العرض المسرحي قد تكون قاطع تذاكر، أو خادم الصالة الذي يضيء دربك إلى مقعدك، وقد تكون كومبارساً، وربما تكون كاتب النص أو نجم العرض ومخرجه، وكلها ليست سوى أدوار للّعبة الكبرى وهي المسافة ما بين ولادة وولادة، وما بينهما ما اصطلح عليه "الحياة"، وكل ما علينا أن نفعله هو أن ننظر إلى هذه المسافة،

ونسأل:

ـ ما الذي كان لنا؟

 

ستون كتاباً يا رجل؟

 

كلها ممهورة بتوقيع رفعت عطفة.

 

أيّة لعبة بارعة، بديعة، ثرية، لعبتها يا رفعت عطفة؟

 

رفعت عطفه.. استكمل اللعب في اللعبة، لعبة سرير المريض اليوم، لاعب هذا الضيف الثقيل، لاعبه، فإن لم تستطع أن تركله، احضنه ورحّب به، ففي زنازين السجون، لا يختار السجين رفيق سجنه، ومع هذا يعيشان معاً، يتبادلان تحية الصباح، وقد يتبادلان الوسائد، وقد يذهب كل منهما ليحكي للثاني مناماته، وقبل أن يأتي اليوم الأخير لمغادرة أي منهما الزنزانة، سيقول لرفيقه:

ـ ياه.. كم سأتذكرك.

 

لاعب ضيفك يا رفعت، لاعبه، ولكنني مازلت أحتفظ بسؤال:

 

ـ كيف لنا أن نلم كل حصادك؟ كيف لنا أن نقرأ 60 كتاباً تركتهم لنا، وقد (ونرجو) أن تذهب فينا إلى مئة كتاب سيأتي؟

أنت تلعب مع الترجمة واللغة، وكل ما علينا هو أن ندرك أن ثمة رجل بيننا، له ما نعجز عن سداده من ديون أقلّها أنه حملنا إلى عالم "أنطونيو غالا" وسواه، في رحلة مريرة، شاقة، عذبة، شكّلت فيما شكّلت مفاتيح لبوابات كنا نخالها مقفلة.

رفعت عش أكثر، والعب أكثر، وافتح بيديك العاريتين بوابات أكثر. وتعال نتعلّم معاً من "دونكيشوتك" الذي رسمته لنا:

ـ الحياة خطأ..

 

وكذلك ما قبلها وما بعدها، لكن رجلاً في منتصف العمر اسمه دونكيشوت، يرتدي بعض الدروع القديمة، وينطلق مثل الفارس الضال، بعد سلسلة من الحوادث والمغامرات صحح ذاك الاستخلاص، فترك لنا:

ـ الحياة خطأ سعيد يمكن تصحيحه.

 

"دونكيشوتك" هذا حرث بمئات الناس، إن لم نقل بالآلاف منهم، حتى بتنا نتساءل:

ـ أيّ رأس حمله هذا الرجل.

 

من أجله ومن أجلنا لا تتعب، ولا تتبطّل عن العبث.. لا تغادر اللعب في هذا الملعب الفظيع الذي يسمونها "الكون".

العب ودعنا أقلّه من جمهور الملعب.

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard