info@suwar-magazine.org

صالون أدبي بنكهة نسائية

صالون أدبي بنكهة نسائية
Whatsapp
Facebook Share

 

 

في القاعة التي تجمع روّاد صالون شاويشكا الأدبي يحتدم النقاش أحياناً ويتفق المشاركون ويختلفون حتى يرسموا لوحة متعددة الأوجه حول الكتاب موضوع الجلسة، إلى أنّ الثناء ليس الخصيصة الوحيدة التي تجمع آراء المشاركين، وصحيح أنّ الغاية هو تكريس ثقافة القراءة ومشاركة تجربتها إلا أنّ الآراء تختلف لتبني ذلك التنوّع الإيجابي، لتكون "القراءة دوماً" شعاراً حتى وإن لم يتم كتابته.

 

كانت الأعوام 2012 - 2014 أعواماً شديدة الوطء على الناس في مجمل سوريا ومنها بطبيعة الحال مناطق شمال شرقي سوريا، وفي هذه الأثناء وتحديداً في العام 2013 تم إعلان صالون شاويشكا الأدبي، كانت تلك الفترة متزامنة مع أزمة انقطاع الكهرباء لمدة 23 ساعة يومياً، وعدم وجود بدائل وانقطاع المحروقات ومازوت التدفئة أحرق الناس الكثير من الثياب البالية والأشجار والكثير الكثير من الكتب والكراسات القديمة، في ذلك الوقت قرّر البعض أنّ الفرصة رغم ذلك متاحة للتعبيرات الثقافية.

شهدت تلك الأعوام أيضاً إعلان وانطلاق الكثير من الفعاليات الثقافية والمدنية، كان ثمة فاعلين ثقافيين ومدنيين يؤمنون بالثقافة طاقة للخلاص.

 

أكثر من 87 كتاباً ناقشته مجموعة نسائية ضمن صالون شاويشكا الأدبي، في جلسات شهرية، بمدينة قامشلي على مدار تسع سنوات، شملت روايات وقصص وكتب فكرية، عالمية ومحلية.

 

يجتمع الروّاد الذين تمثل النساء غالبيتهن يناقشن فيه كتاباً، من زوايا مختلفة، وفق ذائقتهم الخاصة، دون أن يمارسوا دور الناقد، بل يناقشون انطباعاتهم وحتى تحليلهم الأدبي، وربما النقدي بحسب الخلفيات الثقافية التي جاؤوا منها، حيث يشكّل السبت الأول مطلع كل شهر موعداً مناسبا لهؤلاء الروّاد.

 

"تجمعنا الثقافة"

 

نساء ورجال من خلفيات ثقافية قومية ودينية متنوعة يجمعهم صالون شاويشكا الأدبي، حيث كان هذا التنوّع ولا يزال علامة بارزة في أنشطة الصالون التي تقول بـ "تجمعنا الثقافة" كما قالت إحدى المشاركات في نشاط القراءة لـمجلّة صُوَر، وعلى مدار هذه السنوات حافظ الصالون على هذا التنوّع.

 

 

يعتمد الصالون بحسب القائمين عليه على روّاد دائمين وضيوف ومشاركين في كلّ مرة، كما تستضيف أحيانا المؤلّفين والمترجمين في حال اختيار كتب محلية، وهو أمر متروك لاختيارات الرواد.

 

تقول ابتسال حسن إدارية في شاويشكا "الصالون هو مشروع ثقافي بنكهة نسائية، هدفه خلق مساحة آمنة ومشجعة على قراءة ثقافات الغير، ومناقشة أفكارهم وإسقاطها على الواقع"، ويدرك القائمون على المشروع الصعوبات الجمّة، ومنها الظروف اليومية الصعبة وحالة الحرب المستمرّة، وتراجع ثقافة القراءة في ظلّ هيمنة السوشيال ميديا.

 

"حلم الطيران"

 

ولفهم آلية النقاشات في الصالون شاركت مجلّة صُوَر في آخر جلستين لشاويشكا، أقيمت الجلسة في مقرّ جمعية شاويشكا، وهي المنظمة التي تعمل على برامج وأنشطة مدنية، ويعدّ الصالون الأدبي أحد أنشطتها الدائمة، كان النقاش حول رواية "الدجاجة التي حلمت بالطيران"، وهي رواية من الأدب الشعبي الكوري للروائية ذائعة الصيت صن - مي هوانغ، تتولّى إحدى رائدات الصالون إدارة النقاش، بعد أن تقدّم الرواية بشكل مقتضب، مع لمحة عن السيرة الذاتية لمؤلّف أو مؤلّفة العمل الذي يجري نقاشه، ثم يبدأ النقاش عبر إفساح المجال للمشاركين لإبداء آرائهم.

 

حضر جلسة النقاش حوالي 22 مشاركا جلّهم نساء، وعلى مدار ساعتين تناول المشاركون جوانب متعدّدة للرواية، حتى اكتملت لدى المشاركين صورة ثلاثية الأبعاد حول الرواية، وهذا ما حصل مع أحد المشاركين الذي قال أنّه لم تتسنى له الفرصة لقراءة الرواية، وقال أنّه تعرّف على الجوانب المختلفة للرواية.

 

 

"تمثّل الرواية ليس فقط الأمومة والتضحية، بل تمثّل الشغف بالحياة والمأثرة وروح المغامرة" علّقت السيدة أنديرة وليكا التي كانت تدير الجلسة، فيما اختار أحد المشاركين رأياً مخالفاً، قائلاً أنّ الفكرة هي تكريس لنمط الأمومة، وأنّ الرواية لم تستطع الانعتاق من الصورة النمطية.

 

في نهاية الجلسة تم فتح المجال أمام المقترحات للكتاب القادم، ووقع الاختيار على المجموعة القصصية "حي الأرمن" للكاتب الأرمني مكرديج ماركوسيان للجلسة التالية بمشاركة مترجم العمل، حيث تكون معظم الاختيارات والنقاشات لصالح المؤلّفات الأدبية، وبخاصة الروايات.

 

القراءة دوماً

 

على الرغم من أنّ الوجوه قد تغيرت كثيراً في صالون شاويشكا الأدبي على مرّ السنوات التسع، إلا أنّ المستمرّ فيها كان القراءة التي لم تتوقّف، ويناقش الصالون روايات وقصص وكتب فكرية تتراوح أحجام الكتب فيها ما بين 150 وحتى 300 صفحة وأحياناً أكبر حجماً، وبمجموع مشاركين يكونون على الأقل 15 مشاركاً، وأحياناً يصلون إلى 25 مشاركاً وأكثر، حيث يتم تذكير الروّاد قبلها، ويعتمد الصالون في تأمين الكتب غالباً على النسخ المجانية الإلكترونية للكتب، بسبب صعوبة تأمين الكتب غالبًا، إلا أنّ بعض الجلسات تحظى بنسخ مطبوعة مقدّمة من دور نشر محلّية ومؤلّفين.

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard