info@suwar-magazine.org

تخوُّفٌ من تفشّي الأمراض شمال غربي سوريا بعد إغلاق 53 مرفقاً صحياً

تخوُّفٌ من تفشّي الأمراض شمال غربي سوريا بعد إغلاق 53 مرفقاً صحياً
Whatsapp
Facebook Share

 

دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بسبب تصاعد العنف، وتكثيف المعارك في شمال غرب سوريا، مما أجبر أكثر من 53 مرفقاً صحياً على تعليق الخدمات الطبية وسط استمرار النزوح الجماعي وفرار الأفراد والأسر بعيداً عن العنف.

 

وقالت المنظمة في بيان صدر الاثنين 3 شباط/فبراير ، إن مخاطر صحية تواجه مئات الآلاف من السوريين الذين أجبروا على الفرار بسبب تكثيف المعارك في شمال غرب سوريا، مشيرة إلى أنه خلال شهر كانون الثاني/يناير علّقت 53 منشأة صحية خدماتها بسبب انعدام الأمن، والتهديدات المتعلقة بالهجمات أو بسبب تحوّل التجمعات السكنية إلى مناطق مهجورة بعد رحيل سكانها بحثاً عن الأمان من العنف والقصف اليومي.

 

وقد تصاعد القتال في محافظة إدلب، آخر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، في الأسابيع الأخيرة، وشهدت على إثر ذلك الأيام الماضية موجات نزوح كبيرة. وقالت المنظمة إنه منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر، يُعتقد أن أكثر من نصف مليون شخص أو نحو 520 ألف شخص فرّوا بسبب العنف.

 

الطلب على الأدوية يتجاوز المخزون

 

أكد الدكتور ريك برينان، مدير قسم عمليات الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية أن مخزون الأدوية الضرورية الموجود على جانبي الحدود (التركية والسورية) يكفي لشهرين، "إلا أنه في ضوء حجم الأزمة، فإننا نخشى أن الطلب سيكون أكبر بكثير مما هو متوفر." 

 

اقرأ أيضاً:

 

مقتل 77 مدنياً بينهم28 طفلاً خلال أسبوع شمال غربي سوريا

 

تبعات إغلاق المرافق الصحية

 

قالت منظمة الصحة العالمية، إن الأسر التي فرّت بحثاً عن الأمان تعاني من محدودية القدرة على الحصول على الرعاية الصحية، ونقص في الأدوية الضرورية، ولديها حماية أقل ضد الأمراض المعدية بسبب هشاشة جهاز المناعة. وتفيد المنظمة بأن هذه العوامل تزيد من مخاطر تفشي الأمراض.

 

وأضاف برينان يقول "إن الوضع الحالي في شمال غرب سوريا يتَّسم بنقص في الحصول على الدواء، وعدم كفاية النظافة وفوضى ونزوح كبير يهدد بتفشي الأمراض مثل الحصبة والأمراض المرتبطة بالإسهال وغيرها."

 

وأضاف مدير قسم الطوارئ أن اللافت للنظر في هذا التصعيد "هو تجاهل حجم الاحتياجات الإنسانية الكبير من قبل الإعلام والحكومات." وقال إن شمال غربي سوريا يمثل إحدى أشدّ الأزمات الإنسانية على نطاق عالمي حيث يعاني المدنيون على مستوى غير عادي. "ما نحتاج إليه هو تجديد الالتزام الدولي بوضع حدّ لهذه الأزمة المدمرة التي طال أمدها."

 

6،500 طفل ينزحون يومياً

 

من جانبها دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) جميع الأطراف المتحاربة إلى وقف الأعمال العدائية فوراً في شمال غرب سوريا، وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، في البيان1 شباط/فبراير "إن الأزمة في شمال غرب سوريا تحولت إلى أزمة حماية أطفال على نطاق غير مسبوق. وقد أجبر العنف الذي شهدته المنطقة خلال الأسبوع الماضي 6،500 طفل على الفرار يومياً، مما رفع العدد الكلي للأطفال النازحين في تلك المنطقة إلى 300،000 منذ بداية كانون الأول/ديسمبر."

 

وتقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) حاجة 1.2 مليون طفل الماسة إلى المساعدة، مع وجود شح في المياه والطعام والمسلتزمات الطبية.

 

المدارس والمساجد هي الملاذ

 

ويلجأ الأطفال وعائلاتهم إلى المرافق العامة والمدارس والمساجد والمباني غير المكتملة والمحلات التجارية. والكثير منهم ينام في العراء، بما في ذلك الحدائق، وسط الأمطار الغزيرة والبرد القارس. كما أن الحصول على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمياه، ومياه الصرف الصحي محدودة أو غير متوفرة على الإطلاق.

 

معاناة أطفال إدلب

 

وأشارت فور إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع السكان الذين يحتاجون إلى المساعدة في إدلب هم من النساء والأطفال، وعانت عائلات كثيرة هناك من النزوح أكثر من مرة، وهي في حالة يأس متزايد من دون سبيل للفرار الآمن من العنف.

 

وأضافت "تسببت الأزمة في خسائر فادحة في أرواح الأطفال: أكثر من 75% من الأطفال الذين لقوا حتفهم بسبب الصراع في العام الماضي (وعددهم 900) كانوا من شمال غرب سوريا. وسجلت إدلب أكبر عدد من الضحايا الأطفال."

 

يجب وقف العنف

 

وشددت المديرة التنفيذية لليونيسف على أن تقديم المساعدات المنقذة للحياة أمر بالغ الأهمية ويجب أن يستمر. إلا أن تلك المساعدات لن تنهي معاناة الأطفال. "يجب وقف العنف من أجل الأطفال."

 

ودعت فور في ختام البيان إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية من قبل جميع الأطراف للسماح للأطفال وذويهم بأن يرتاحوا من العنف، والسماح باستئناف تقديم الخدمات الأساسية، وإيصال المساعدات الإنسانية الضرورية دون إعاقة لكل طفل بحاجة إليها.

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard