info@suwar-magazine.org

صدامٌ روسيٌّ إيرانيٌّ بواجهةٍ درزيّةٍ حورانيّةٍ

صدامٌ روسيٌّ إيرانيٌّ بواجهةٍ درزيّةٍ حورانيّةٍ
Whatsapp
Facebook Share

 

 

بات واضحاً أنّ الدّور الإيرانيّ في سوريا أصبح عبئاً على روسيا، إذ لا بدّ من تنفيذ الشّروط الأمريكيّة والإسرائيليّة بضرورة إخراج إيران وحزب الله من سوريا، أو على الأقلّ تقليل نفوذهم، وقد يكون الجنوب السّوريّ مسرحاً لصدامٍ روسيٍّ إيرانيٍّ غير ظاهرٍ للعلن، حيث أنّ هذا الصّدام يتمّ عبر أدوات الفريقين.

 

قامت ميليشيات الدّفاع الوطنيّ في محافظة السّويداء، ومن ورائها حزب الله وإيران بتخريج دورةٍ عسكريّةٍ جديدةٍ من أبناء بلدة القريا، بعد أن كان قد سلّح المئات منهم بحجة الدّفاع عن أراضي البلدة التي توغّل الفيلق الخامس في حدودها الإداريّة بقيادة أحمد العودة المدعوم من قبل القوّات الرّوسيّة.

 

تسليح أبناء القريا بأكثر من 500 بندقيةٍ

 

تقدّم ميليشيات الدّفاع الوطنيّ السّلاح لسكّان بلدة القريا دون مقابلٍ، وذلك وفقاً لمصادر من أهالي البلدة نفسها، الذين يعتبرون أن الجميع خذلهم، حيث لم يتوجّه إليهم أحد، سواءً من قبل النّظام السّوريّ أو من قبل روسيا، خاصّةً بعد الأحداث التي وقعت في 27 أذار الفائت وراح ضحيتها 15 مدنيّاً من سكّان البلدة، برصاص الفيلق الخامس بقيادة أحمد العودة وبالتّعاون مع عشائر البدو.

 

تلك الأحداث خلقت حالةً من التّخوّف لدى الفلاحين والمزارعين من أهالي البلدة من العمل في أراضيهم الزّراعيّة خشية الوقوع في إحدى الكمائن وتكرار الحادثة مرّةً أخرى، خاصّةً وأنّ العناصر المرتبطة بالفيلق الخامس تقدّموا داخل حدود البلدة ما يزيد عن 1,5 كم، بالإضافة لتجهيزهم بأسلحةٍ ومُعدّاتٍ.

 

سيطر مسلّحي الفيلق الخامس، بعد توغّلهم في أراضي القريا، على ما يقارب من 3600 مترٍ من المساحات المزروعة، ولم تنجح المفاوضات مع القوّات الرّوسيّة المتواجدة في المنطقة أو مع النّظام السّوريّ بإعادتهم إلى حدود بصرى.

 

 (ما ضمن الدائرة بيوت لأهالي القريا من جهة الفيلق الخامس وتسمى المنطقة بمنطقة المناخ)

 

تحاول ميليشيات الدّفاع الوطنيّ استغلال تلك الظّروف من خلال تزويد أبناء البلدة بالسّلاح بذريعة حماية أنفسهم، حيث وأوضحت المصادر أنّ الدّفاع الوطنيّ قد سلّم أبناء البلدة أكثر من 500 بندقيةٍ و9 سيّاراتٍ عليها أسلحةٌ متوسطةٌ، كما يتمّ تسليم السّلاح لشبّانٍ لا يتجاوز أعمارهم 15 عاماً.

 

وتؤكّد مصادر من داخل بلدة القريا، أنّ عناصر من ميليشيات الدّفاع الوطنيّ تحاول فتح معابر عن طريق القريا، وتشبيك علاقاتٍ مع الدّروز لتوحيد الصّف ضدّ فصائل الفيلق الخامس بقيادة أحمد العودة، وهي تصرّح بأنّها سوف تضع كلّ الإمكانيات تحت تصرف الفصائل المحلّيّة في القريا في حال موافقتها، إلّا أنّ أهالي القريا ومقاتليها حتّى اللّحظة لم تتّخذ القرار بالتّحالف مع أيّ جهةٍ وتصرّح بأنّها ستعمل تحت راية العلم السّوريّ وقوانين الدّولة.

 

وتضيف المصادر “أنه في حال استمرّت الدّولة بالمماطلة ولم تتّخذ إجراءاتٍ جدّيّةٍ في حلّ هذه الأزمة فإنّ مقاتلي القريا وفصائلها، سوف تأخذ السّلاح من أيّ جهةٍ كانت لاستعادة أراضيها. علماً أن مقاتلي القريا يرفضون أن يكونوا ممرّاً لأجنداتٍ خارجيّةٍ وإقليميّةٍ في المنطقة الجنوبيّة".

 

ردود الفعل الرّوسيّة

 

شكّل وجهاء بلدة القريا مجموعةً للاجتماع مع الرّوس، ولكنّهم في كلّ مرّةٍ كانوا يتغيّبون عن الحضور، وفي آخر مرّةٍ التقى الرّوس مع مجموعةٍ من الأشخاص في الفرقة الحزبيّة للبلدة، ولم تُعرف النّتائج أو ما إن توصلوا لأيّ تفاهمٍ، ويؤكّد الأهالي بأنّ القوّات الرّوسيّة باتت تَعرِفُ ما الذي يدور في البلدة.

 

وكانت روسيا قد تعهدت بحماية أهالي القريا، أثناء عملهم في أراضيهم، ولكنها اشترطت ألّا يحمل الأهالي معهم أسلحةً، حيث يتعرّض أصحاب الأراضي الزّراعيّة والفلاحين في تلك المنطقة للاستفزاز المتكرّر من قبل عناصر الفيلق الخامس، ممّا سبّب احتقاناً لدى أهالي البلدة، وضاقت بهم السّبل من كثرة الوعود الكاذبة التي كانوا يتلقّونها من القوّات الرّوسيّة وقوّات النّظام.

 

يذكر أن أحمد العودة كان في صفوف المعارضة المسلّحة قائداً لفرقة "شباب السُّنّة" وكان عضواً في "غرفة الموك" التي مقرّها الأردن من العام 2014 وحتّى العام 2018، بعدها أصبح مسؤولاً عن "الفيلق الخامس" بعد أن قام النّظام بإجراء مصالحةٍ معه بعد دخوله إلى درعا عام 2018 برعايةٍ روسيّةٍ.

 

اقرأ أيضاً:

 

ما هو السِّعر اليوم لحُضن الوطن؟

 

تخريج دورة دفاعٍ وطنيٍّ

 

بحضور المئات من أفراد الفصائل المحلّيّة في السّويداء، ووجهاءٍ ورجال دينٍ تمّ تخريج دورةٍ تضمّ أفرادً من أبناء القريا،  تمّ تسليحهم وتدريبهم على السّلاح من قبل ميليشيات الدّفاع الوطنيّ، وأثناء حفل التّخرج؛ استعرض الفصيل جانباً من أسلحته، من دباباتٍ ومدافع ورشاشاتٍ متوسطةٍ، فيما تحدّث مسؤولون في الفصيل، عن نيّتهم في استرجاع كلّ شبرٍ من محافظة السّويداء، وأنهم لن يقبلوا بغير ذلك، كما تحدّثوا عن  معركةٍ في نهاية موسم الحصاد، لتوجيه ضربةٍ إلى عناصر الفيلق الخامس بقيادة أحمد العودة ممّا يساهم بتأجيج الخلاف والفتنة بين السّويداء ودرعا.

 

وفي السّياق ذاته وجّه الرّئيس الرّوحيّ لطائفة "الموحدين الدّروز" الشّيخ (حكمت سلمان الهجريّ) رسالةً للأطراف التي تسعى لإثارة الفتنة في الجنوب السّوريّ، والتّدخل في شؤون محافظة السّويداء بغية تنفيذ أجنداتٍ مشبوهةٍ، وخصوصاً الأطراف غير السّوريّة، وهي تأكيدٌ على أنّ جبل العرب لن يكون ممرّاً لأيّ طرفٍ خارجيٍّ بقوله: "نحن طائفةٌ أدرى بشعابنا ولا نحتاج لشدّ أزرنا من مغرضٍ في الخارج، فنحن لا ننتمي لفئة بعينها بل نحن أصحاب أرضٍ، وننتمي لوطنٍ عريقٍ نحن فيه نسيجٌ وجزءٌ من مكوناته".

 

يبقى موضوع التّسليح رهن الأيام القادمة، وما على أهالي بلدة القريا سوى انتظار ما سيؤول إليه الصّراع الرّوسيّ الإيرانيّ.

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard